ماذا لو أخطأت فى إختيار شريك حياتك؟! الخطأ وارد فى كل شىء، وخاصة إذا كان الموضوع يتعلق بإنسان إخترته لتقضى بقية عمرك معه، شخص ستراه صباحا ومساء، تأكل وتشرب وتتحدث معه، وعفوا تنام بجواره كل ليلة .. فالأنسان فى بداية حياته تتحكم فيه مشاعره أكثر من عقله، وقد تقوده أهوائه لإختيار شريك لا يناسبه لبقية حياته، فقد يغريه المال أو الجمال، فيقع بالخطأ فى شخص مختلف تماما عنه، وبعد أن تزول أوقات الإنبهار الأولى فى الزواج، يكتشف الإنسان فداحة خطأه فى الأختيار. تخيل إذا كانت مجموعة زملائك فى العمل بها شخص مكتئب دائما، ويقوم بتوزيع طاقاته السلبية على كل الزملاء، أو أن مديرك شخص سىء، وساعات العمل تمر معه، صعبة ،كسولة، وتجعلك دائما تتمنى أن تنتقل إلى عمل أخر ليس فيه هؤلاء الأشخاص، أو تتمنى لو أن لك عمل خاص يغنيك عن التواجد معهم. فما بالك بالزواج الذى هو أكبر وأعمق شراكة يعقدها الإنسان فى حياته، فلابد أن تكون مريحة، وتوفر له السكن والرحمة، كما حددهما لنا الله سبحانه وتعالى، لفظيا بدقة شديدة، فلفظ السكن يعنى الإحتواء، هذه الكلمة التى يبحث عنها كل المتزوجون، وكلمة الرحمة زاخرة بمعانى الإهتمام بشريك الحياة، وتوفير الراحة والإخلاص له، وعدم معاداته، أو التسبب له بأمراض مزمنة بسبب الخلافات المستمرة.. فلا تصروا على زيجات فاشلة تضغط على أعصابكم وتفسد حياتكم وتصيبكم بالأمراض، فتهلكوا مبكرا.. الله سبحانه وتعالى قد منح عباده رخصا، وهو يحب أن تؤتى رخصه. الطلاق نعمة ورخصة من الله، بشرط أن يطبق بما يرضيه، وكما أمر المسلمون به، فهو ليس كلمة يطلقها الرجل من فمه، فتنتهى علاقته بالمرأة التى إستحلها بأسم الله، وعلى سنة رسوله. فهناك حقوق للمطلقة وللأطفال يجب أن تؤدى بشكل كريم ومتحضر، للمحافظة على سلامتهم النفسية. وكذلك هناك حقوق للمطلق، خاصة حقه فى متابعة تربية أطفاله بهدوء والتى لايجب أن يحرم منها، عقابا له على "تجرأه" على الطلاق. فطلاقك كرجل أو إمرأة، لا يعنى أنك إنسان فاشل أو سىء، هو فقط يعنى أن هذه زيجة لا تصلح لك ، وأن هناك إنسان أخر يناسبك أكثر، ستسعد معه، وهو حتما ينتظر أن تعثرا على بعضكما. فلا تشوهوا الطلاق الذى جعله الله راحة للناس، ومخرجا محترما يليق بأمة كريمة، لا تعطوا أولادكم دروسا فى الغدر والتخلى عن المسئولية وأكل حقوق الناس، بل علموهم كيف يصلحوا أخطائهم بشكل محترم، وألا يخسروا إنسانا عاشوا معه ذات يوم فى بيت واحد، وتذكروا أن من علامات المنافق، أنه إذا خاصم فجر. وللحديث بقية .. [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل ;