لم تكن القمة المصرية السلوفينية التى استضافتها القاهرة أمس هى الانطلاقة الأولى للعلاقات بين البلدين رغم تاريخ سلوفينيا الحديث التى كانت تابعة للاتحاد اليوجسلافي، لتستقل عنه عقب انهيار سور برلين، ولم يكن استقلالها سهلا، وإنما مثلما كان الحال لبقية دول الاتحاد اليوجوسلافى استقلالا صعبا وسالت فيه دماء كثيرة. وتأتى زيارة رئيس سلوفينيا بوروت باهور للقاهرة، وهى الزيارة الأولى من نوعها على رأس وفد رفيع المستوي، يضم مجموعة من الوزراء والمسئولين وممثلين عن 15 شركة تمثل قطاعات متنوعة منها الطاقة والتكنولوجيا الزراعية والصناعة والكهرباء والاتصالات لتؤكد أن مصر لا تقتصر علاقاتها الدولية على الكتل الكبرى فقط، وإنما تتنوع هذه العلاقات لتشمل كل دول العالم، بما يثمر فى نهاية الأمر عن تعزيز التعاون بين مصر والمجتمع الدولي، وهذا هو المبتغى من تنوع تلك العلاقات وتعددها. يعلم الرئيس السلوفيني، بحكم منصبه السابق كرئيس وزراء، أن حجم التبادل التجارى بين البلدين لم يبلغ بعد المستوى المأمول حيث الذى يبلغ حاليا نحو 180 مليون يورو ، والمأمول أن يرتفع هذا الرقم فى المدى القريب، هذا وسط توقعات تحقيق هذا بالفعل بعد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى توقيعها أمس، خاصة أن الزيارة بحجم هذا الوفد المرافق تستهدف استكشاف السوق المصرية وإمكاناتها، كما أن سلوفينيا ستحصد ثمار تعاونها مع مصر التى ترتبط باتفاقيات تجارة حرة مع الدول العربية والكوميسا وأوروبا، كما تعد سلوفينيا بوابة لمصر لدول وسط وشرق أوروبا. وتتمثل الصادرات المصرية لسلوفينيا فى زيوت معدنية، وألومنيوم، وعدادات، وملح، وحمضيات، وقطن، وعنب، وبطاطس، وذلك مقابل واردات تتمثل فى ورق، وآلات معدنية، ومصنوعات من الألومنيوم، ومستحضرات تجميل، وأدوية. ومن دواعى الفخر بالعلاقات المصرية السلوفينية أن استثمارات مصر فى سلوفينيا تتمثل فى صناعة العدادات الإلكترونية، وهو الاستثمار الذى ترك انطباعا إيجابيا للغاية داخل مختلف أوساط الأعمال فى سلوفينيا، حيث اعتبروا الشريك المصرى هو الأنسب لهم، كما اعتبر ذلك المصنع هو الأول المملوك لمصر بنسبة 100% داخل الاتحاد الأوروبي. ومما يعكس التقدير السلوفينى لمصر كقوة إقليمية ودولية فاعلة ما توليه لوبيليانا من اهتمام خاص بعلاقاتها مع مصر، بدليل اختيار القاهرة لتكون المقر الوحيد لتمثيلهم الدبلوماسى على المستويين العربى والإفريقي، عقب اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين فى عام ، 1992. وتم افتتاح سفارة لمصر فى لوبيليانا عام 2007. كما تعد السفارة السلوفينية بالقاهرة التى افتتحت منذ 1993، التمثيل الوحيد لسلوفينيا فى إفريقيا والمنطقة العربية. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;