انتابنى حزن عميق عندما قرأت فى صفحة الحوادث بالأهرام عن احتراق شقيقين بنيران البرق عندما خرجا فى رحلة لصيد الأسماك بالبحيرات المرة برفقة والدهما واحتراق المركب بسبب صاعقة البرق التى ضربتهما. ان البرق ظاهرة كونية تضرب الأرض نحو مائة مرة كل ثانية على مستوى العالم وهو مذكور فى القرآن الكريم فى قوله تعالي: «هو الذى يريكم البرق خوفا وطمعا وينشيء السحاب الثقال» (الرعد 12) وقوله أيضا: «ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء» (الرعد 13). وإذا كانت السلطات البحرية توصى بأن يكون بكل سفينة جهاز GPS الخاص بتحديد المواقع لنجدتها عند حدوث طارىء يهدد السفينة فإن الأمر يتطلبه، أيضا تركيب مانعة صواعق بكل سفينة حسب حجمها ومكوناتها مثلما يتم ذلك بالنسبة للمبانى والمنشآت العالية ومحطات الكهرباء للوقاية من ضربات الصاعقة البرقية حيث يتم تسريب شحنة الصاعقة عبر مانعة الصواعق إلى الأرض فلا تحدث خسائر، إن البرق والرعد والصواعق من آيات الله فى الكون فالبرق نهر متدفق من الكهرباء قد تبلغ شدته نحو 100 ألف أمبير وجهده بنفس الدرجة ويسبب درجة حرارة عالية تقارب درجة حرارة سطح الشمس!! وبما اننا الآن فى الشتاء حيث تكثر الصواعق البرقية والرعد لذا فإن الاحتياط واجب لتفادى تأثيراتها المدمرة سواء للمسافرين بحرا أو برا أو للعمل وغير ذلك من مهام. ومن الأمور الاحترازية التى ينبغى مراعاتها فى هذا الشأن عند حدوث صاعقة برقية هو الاحتماء داخل مبنى كبير أو البقاء داخل سيارة مغلقة وعدم لمس أى جسم معدنى بها وكذلك عدم استخدام الهاتف الجوال إلا بعد توقف البرق، وينبغى كذلك عدم الوقوف بالقرب من شجرة أو الجلوس تحتها لتفادى أى صاعقة قد تضربها وتهلك من يحتمى بها، ولمزيد من الوقاية يمكن استخدام المظلة الواقية من الصواعق، وإذا حدثت إصابة من الصاعقة فيتم التوجه فورا إلى أقرب مركز إسعاف لعمل الإسعافات الأولية وتنشيط الدورة الدموية. وإذا كان للبرق وصواعقه مثل هذه الأضرار فإن له أيضا بعض المنافع، منها على سبيل المثال أنه يساعد على إخصاب التربة بأسمدة طبيعية نتيجة أكسدة غاز النيتروجين المكون الأساسى للأسمدة، وكذلك يساعد البرق وما يصاحبه من رعد على إنبات الفقع أو «الكمأة» وهى من أغلى أنواع الفطريات وينتشر فى بعض بلدان الخليج العربى وفى معظم مناطق الصحراء الغربية مثل مطروح وامتداداتها إلى ليبيا وقد يصل ثمن الكمأة الواحدة من النوع الجيد إلى نحو مائة جنيه لفوائده الجمة وقد ورد فى ذلك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين» وبما أن هذا الفطر لا ينتج إلا عند حدوث البرق والرعد لذا يسمونه: نبت الرعد! محمد فكرى عبدالجليل