عندما أعلن الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى فوز الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة بجائزة المتلقى الدولى الرابع للشعر العربى، كان ذلك إيذانا بإسدال الستار على واحد من أكثر الفعاليات الثقافية إثارة للجدل فى الفترة الأخيرة، فقد أعلن اسم الفائز وسط حالة من الانتظار والترقب استمرا لمدة أربعة أيام هى فترة انعقاد الملتقي، حيث تواترت أحاديث عن ترشيح الشاعر سيد حجاب لنيل الجائزة، وإن هذا قوبل باعتراضات لأن حجاب يتبنى الشعر العامى!! ومع التأكيد على أحقية شاعرنا الكبير «أبو سنة» بالفوز بالجائزة، فإن السؤال يبقى مطروحا: كيف تسرب اسم الفائز قبل أيام من انطلاق فعاليات الملتقى؟! وكيف حملت صفحات التواصل الخاصة بالمبدعين تأكيد فوز «أبو سنة» بعد استبعاد سيد حجاب، لدرجة أن إحدى الصحف الإلكترونية كتبتها صريحة ظهيرة يوم الختام قبل إعلان الجائزة بساعات؟! وخرج الملتقى بعدة توصيات أعلنها د. محمد عبد المطلب فى حفل الختام، وهي: الدعوة إلى مشاركة المؤسسات الثقافية والتعليمية إلى الاحتفال باليوم العالمى للشعر فى يوم الحادى والعشرين من مارس من كل عام، التأكيد على إعطاء اللغة العربية المنزلة الأولى فى مراحل التعليم المختلفة، وبخاصة المدارس الدولية والأجنبية، والتوصية بمزيد من الاهتمام بالشعر فى مراحل التعليم المختلفة، ودعوة وسائل الإعلام الصوتية والمرئية والمقروءة لإعطاء مساحات واسعة للشعر العربى. وقد قام وزير الثقافة حلمى النمنم بتكريم اسم الشاعرين الراحلين الكبيرين محمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفى مطر، وكذلك تكريم لجنة تحكيم الملتقى، وأعلن أيضا أن شهر مارس المقبل سيشهد الاحتفال بالأقصر كعاصمة ثقافية، وسيعقد على هامشه ملتقى لشعر اللهجات العامية، وسينتقل هذا الملتقى على التوالى لباقى المحافظات. ثم جاءت اللحظة الحاسمة وسط صمت الحاضرين ليعلن الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى عن منح الجائزة للشاعر محمد ابراهيم أبو سنة، ويوضح أن هذا الاختيار جاء بعد انعقاد لجنة التحكيم، ومناقشة مختلف الترشيحات فى عدة جلسات والاتفاق بأغلبية الأصوات. ووصف حجازى «أبو سنة» بأنه واحد من أهم شعراء الجيل الثانى لمدرسة شعر التفعيلة، وبأن مسيرته الشعرية تكاد تكون موازية لمسيرة الشعر العربى فى النصف الثانى من القرن العشرين ومطلع القرن الحادى والعشرين، ويؤكد ذلك أن إبداعه الشعرى الذى جاء فى ثلاثة عشر ديواناً كان مرآة صادقة للتحولات الشعرية المصرية والعربية فى تطورها، وتحولات الواقع المصرى والعربى الاجتماعى والسياسى والثقافى فى النصف الثانى من القرن العشرين. ووسط تصفيق الحاضرين وتباين ردود الأفعال بين القبول والترحيب من جهة، واستياء البعض الآخر من اختيار اللجنة من جهة أخرى، تسلم الشاعر الكبير محمد ابراهيم أبو سنة الجائزة، وألقى كلمة قال فيها: “أود أن أقدم الشكر لهذه الصفوة من الشعراء والنقاد الذين طوقوا عنقى بهذا الفيض من الجمال وبهذه الجائزة التى سأفخر بها طوال حياتى، وأنا أشهدكم أن هذه الجائزة كان هناك من يستحقها ولكن ما أقل أعراس الشعر فى هذا العصر وما أكثر أحزانه!”. ووصف الملتقى بأنه لحظة عرس حقيقية، وأضاف: «أقدم الشكر للشعر الذى حملنى إلى هذه المنصة، الشعر ليس ديوان العرب فقط, بل ديوان الإنسانية, لأنه النبض الجميل، و يظل الشعر هو الأول بين فنون الإبداع .. أقول لكم إننى فى هذه اللحظة أتمنى أن تكون الجوائز فى المستقبل من حظ الذين أخلصوا إلى القصيدة مثلما أخلصت لها، فلم أكن أطمح مطلقا فى حياتى لشىء غير إجادة القصيدة».