دارت معارك عنيفة بين مجموعات مسلحة متناحرة مساء أمس الأول فى طرابلس، حيث سمع دوى إطلاق نار وانفجارات فى جنوبالمدينة، وتم نشر أسلحة ثقيلة، واتخذت دبابات وعربات بيك اب مواقع لها فى بعض أحياء جنوب العاصمة الليبية الخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من انتماءات مختلفة. وذكرت وسائل إعلام ليبية أن 7 أشخاص على الأقل قتلوا، وتدور معارك شبه يومية بين هذه المجموعات المسلحة التى انخرطت منذ سقوط العقيد الليبى معمر القذافى عام 2011، فى صراع نفوذ أدى إلى منع الحكومات المتعاقبة من إعادة النظام الى البلاد فى ظل غياب جيش نظامي. وعجزت حكومة الوفاق الوطنى الليبية المدعومة من المجتمع الدولى عن فرض سلطتها، رغم أنها تحظى أيضا بدعم بعض المجموعات المسلحة. وهناك مجموعات مسلحة أخرى معادية لحكومة الوفاق الوطنى وتدعم رئيس «حكومة الانقاذ الوطني» السابقة خليفة الغويل الذى يرفض الرحيل. واندلعت المعارك بعد ظهر الخميس فى محيط مبان يشغلها الغويل بالقرب من فندق ريكسوس، قبل أن تمتد إلى أجزاء أخرى من جنوب العاصمة، ولم تتحدد بوضوح أسباب الاشتباكات. وفى الآونة الأخيرة، حاولت الحكومة التى خلفتها حكومة الوفاق العودة إذ استعادت السيطرة على فندق ريكسوس الذى كان من المفترض أن يكون مقرا لهيئة تشريعية جديدة بموجب الاتفاق الذى أوجد حكومة الوفاق. وشوهدت مركبات عسكرية تحتشد قرب الفندق وأغلقت المتاجر فى المنطقة وسط تزايد التوتر، وأمكن أيضا مشاهدة مركبات عسكرية بما فى ذلك الدبابات فى حى باب بن غشير وحى أبو سليم فى حين وردت أنباء عن وقوع اشتباكات فى أبو سليم والهضبة. وإلى جانب الدوافع السياسية، هناك خصومة بين مجموعات سلفية من جهة، ومجموعات إسلامية أخرى مناهضة لحكومة الوفاق الوطنى وموالية لرئيس دار الافتاء الشيخ المثير للجدل الصادق الغريانى من جهة ثانية. وقد تصاعد التوتر بين الجهتين منذ إعلان دار الافتاء الليبية مقتل أحد أبرز أعضائها الشيخ نادر السنوسى العمرانى الذى كان خطف قبل أكثر من شهر من أمام مسجد فى طرابلس فى ظروف غامضة. والسلفيون متهمون من جانب خصومهم بالوقوف وراء خطف العمرانى وقتله، الأمر الذى ينفونه. وطالب رئيس مجلس النواب الليبى ، المستشار عقيلة صالح، المجموعات المسلحة فى طرابلس بوقف القتال بشكل «فوري»، كما دعا الحكماء فى طرابلس والمنطقة الغربية إلى سرعة التدخل للحفاظ على المدنيين والممتلكات العامة والخاصة فى العاصمة وقتح المجال أمام القوات المسلحة الليبية لبسط سيطرتها على مدينة طرابلس. وقال المستشار الإعلامى لرئاسة مجلس النواب فتحى المريمى ومقرها القاهرة «إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أصدر بيانا يدين ويستهجن بشدة الأحداث الدامية فى العاصمة طرابلس بين المليشيات المسلحة التى ترهب وترعب المواطنين العزل بالعاصمة ويطالبها بشكل فورى بوقف الاقتتال والاشتباكات التى اربكت الحياة المدنية فى شتى المجالات وتسببت فى تردى الاوضاع بالبلاد وعليها تسليم اسلحتها والانسحاب من العاصمة طرابلس حيث انها مدينة مدنية حضارية عاصمة لليبيا تهم كل الليبيين». وأضاف المريمى «أن المستشار عقيلة صالح دعا الحكماء والعقلاء بمدينة طرابلس وكذلك الحكماء والعقلاء من المدن الليبية الاخرى بنهى ابنائهم المنخرطين فى هذه المليشيات من هذا العبث وبث الرعب والإرهاب والدمار والقتل بين مواطنى طرابلس والتحرك وفض هذه النزاعات بين هذه المليشيات». وأكد المريمى أن عقيلة طالب الحكماء والعقلاء ب«فتح المجال للقوات المسلحةالليبية لبسط سيطرتها على مدينة طرابلس والعمل على أمنها وتأمينها واستقرارها حتى تعود الحياة الطبيعية اليها ولتمارس المؤسسات الرسمية للدولة الليبية مهامها وعملها المناط بها والتى لم تستطيع ان تقوم بذلك فى ظل وجود هذه المليشيات المسلحة ويناشد الجميع بان يساهموا فى عودة الأمن والأمان والاستقرار للعاصمة طرابلس وان ينعم سكانها بالطمأنينة بعيدا عن هذه الاشتباكات المرعبة». وفى مدينة سرت، قالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن مقاتلى تنظيم داعش أصبحوا لا يسيطرون سوى على منطقة صغيرة جدا فى معقلهم السابق فى مدينة سرت الليبية. ورغم أن العملية استغرقت وقتا أطول من المدة اللازمة بأشهر إلا انها قلصت سيطرة التنظيم على المدينة التى أصبح لا يسيطر سوى على نحو خمسين مبنى فيها.