يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب اختتام زيارته للبرتغال، اليوم، فى القمة العربية- الإفريقية الرابعة، المنعقدة حاليا فى عاصمة غينيا الاستوائية، والتى تستمر ليومين. وكان الرئيس قد تسلم الدعوة من نائب رئيس غينيا، الذى زار القاهرة فى مطلع الشهر الحالى. وقد شهدت أجواء القمة خلافات شديدة على خلفية رفض المغرب مشاركة وفد الجمهورية الصحراوية، وأعلنت 7 دول عربية، ودول إفريقية أخرى انسحابها، مما أوجد مناخا من الشك حول بدئها اليوم واستعدت مالابو عاصمة غينيا الاستوائية أمس لاستقبال ضيوفها من زعماء وقادة ورؤساء وفود 66 دولة، للمشاركة فى القمة ، التى تصل اليوم إلى اجتماعاتها الختامية، بعد 6 أيام من اجتماعات تمهيدية متواصلة بين الخبراء والمختصين والمسئولين من الجانبين فى المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية.. وقد انتشرت لافتات الترحيب وصور القادة وأعلام الدول المشاركة وكذلك الفرق الفنية فى أنحاء المدينة التى غسلتها مياه الأمطار الاستوائية، وعلت أصوات الطبول والأغانى والأهازيج للإعراب عن الفرحة والترحيب بالضيوف، وسط إجراءات أمنية مكثفة. ومن المقرر أن يعتمد الرؤساء والقادة العرب والأفارقة خلال اجتماعهم اليوم الوثائق الختامية للقمة، وهى «إعلان مالابو» والإعلان الخاص بفلسطين وقرارات القمة العربية الأفريقية الرابعة، بعد الإطلاع على نتائج اجتماع مجلس وزراء الخارجية المشترك الذى اختتم أعماله مساء أمس، إضافة إلى تحديد تاريخ ومكان القمة الأفريقية العربية الخامسة التى عرضت السعودية استضافتها، فضلا عما يستجد من أعمال. وستبدأ مراسم افتتاح القمة اليوم بكلمة من الرئيس أوبيانج أنجويما امباسوجو رئيس غينيا الاستوائية، وكلمة تسليم الرئاسة السابقة من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والرئيس المشارك للقمة العربية الإفريقية الثالثة، وبيان قبول من الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز الرئيس المشارك للقمة العربية الإفريقية الرابعة، وكلمة تسليم الرئاسة من رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين رئيس الاتحاد الإفريقى والرئيس المشارك للقمة الإفريقية العربية الثالثة، وبيان قبول من الرئيس التشادى إدريس ديبى الرئيس المشارك للقمة الإفريقية العربية الرابعة، ثم كلمة من السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكلمة من الدكتورة انكوسازانا دلامينى زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي. من المتوقع أن يؤكد «إعلان مالابو» الذى سيصدر عن القادة والزعماء العرب والأفارقة، على الالتزام بمواصلة الجهود المشتركة من اجل تعزيز العلاقات الأخوية الطويلة الامد بين افريقيا والعالم العربى على أَسَاس المصالح والمنافع المتبادلة والتغلب على التحديات وازالة العقبات امام تفعيل التعاون الافريقى العربى وتطويره ، وأن يؤكد تقديم الدعم الكامل للمسائل المتعلقة بالقضية الفلسطينية فى مختلف المحافل الوطنية والدولية، وادانة انتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وإدانة الاٍرهاب بكل اشكاله ومظاهره وتمويله، والتضامن الكامل مع البلدان الافريقية والعربية المستهدفة من المنظمات الإرهابية. ومن ناحية أخري، سيؤكد الإعلان بشأن الوضع فى فلسطين الذى من المقرر أن يصدر عن القمة، على الدعم والتضامن الكاملين مع الشعب الفلسطيني، تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، فى سعيه لاستعادة حقوقه المشروعة، كما أكد على ضرورة الحل السلمى للصراع العربى الإسرائيلى وفقا لمبادئ القانون الدولى وجميع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، وعبر عن دعم حل الدولتين على أساس حدود ما قبل عام 1967، وسيدعو لاستئناف عملية السلام للتوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم فى الشرق الأوسط، وأدان استمرار حملة التهويد التى تستهدف تغيير كل المعالم الإسلامية والمسيحية فى المدينة المقدسة،. وسيؤكد الاعلان بشأن فلسطين، ضرورة التنسيق الإفريقى العربى المستمر بشأن القضية، ويدعو الدول الأعضاء الى دعم القرارات الخاصة بفلسطين فى المحافل الدولية والحفاظ على مواقفها الموحدة بها، كما أكد أن بناء إسرائيل للمستوطنات وجدار الفصل والضم العنصرى يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي. وقد أصر وزير الهجرة المغربى أنيس بيرو، على إثارة قضية الصحراء وضرورة الوصول إلى حل بشأنها، مما أدى لفض الاجتماع المشترك الاول للوزراء العرب والأفارقة، الذى تأخرت 7 ساعات كاملة حتى السادسة مساء الأول بتوقيت القاهرة بسبب عدم التوصل إلى حل مرضى لجميع الأطراف، حيث ترى كثير من الدول الإفريقية أن الدول الأعضاء فى الاتحاد الإفريقى ومن بينها ما يسمى بالجمهورية الصحراوية من حقها حضور جميع اجتماعات الشراكة، وأن هذا ما نصت عليه قمة جوهانسبرج العام الماضي، وأنه تم عدم حضور الوفد الصحراوى واكتفوا بمقعده الخالى واللافتة كحل وسط، وخلافا لذلك، رأت المغرب وأيدتها السعودية ودول خليجية أخرى أن ما يسمى بالجمهورية الصحراوية غير عضو بالامم المتحدة وغير مقبول حضورها، وأن كل طرف من طرفى الشراكة يجب أن يحترم. وفى النهاية، توسل وزير خارجية غينيا الاستوائية بعدم الخوض فى الموضوع لأن النقاش لن يوصل لأى نتيجة، وإحالة الأمر للرؤساء والقادة، وهو ماصفق له وأيده معظم الحاضرين. وعلمت مندوبة «الأهرام» أن أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة يبذل جهودا مكثفة لاحتواء الازمة قبل اجتماع القمة اليوم..