حرص السيد أنطونيو جوتيريس، سكرتير عام الأممالمتحدة الجديد، ورئيس وزراء البرتغال الأسبق، ومفوض الأممالمتحدة السامي السابق لشئون اللاجئين، على زيارة مصر فى مطلع شهر سبتمبر الماضى، للحصول على تأييد مصر لترشحه لمنصب سكرتير عام الأممالمتحدة. وخلال الزيارة، استقبله وزير الخارجية سامح شكرى، حيث أعرب جوتيريس عن تطلعه لدعم مصر لترشحه لمنصب سكرتير عام الأممالمتحدة، مشيراً إلى دلالة وأهمية التصويت المصري خلال عملية اختيار المرشح، لما تتمتع به مصر من ثقة وتأثير خلال عضويتها الحالية بمجلس الأمن، فضلاً عن دورها المهم والمحوري داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومختلف المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى. من ناحيته، أشاد وزير الخارجية، بمؤهلات وخبرات المرشح البرتغالي، التي اكتسبها عبر مسيرته السياسية الحافلة، كما أكد حرص مصر على اعتماد مبدأ الحيادية والشفافية والكفاءة في اختيار سكرتير عام الأممالمتحدة الجديد، بما يضمن الاستقلالية في عملية اتخاذ القرار داخل المنظمة، ويساعد على الارتقاء بدورها في خدمة جهود السلام والأمن والتنمية. وبعد هذا اللقاء بأربعة أسابيع، شاركت مصر في الجولة الحاسمة من جولات الاقتراع السري لأعضاء مجلس الأمن الدولي على المرشحين لمنصب سكرتير عام الأممالمتحدة، الذي سيشغل المنصب بانتهاء فترة ولاية السكرتير العام الحالي الكوري الجنوبي بان كي مون. وقد أسفرت نتيجة الاقتراع عن اقتراب البرتغالي أنطونيو جوتيريس، من الفوز بتوصية المجلس، للحصول على المنصب، وهي التوصية التي رفعها المجلس للجمعية العامة لاتخاذ القرار النهائي بالتعيين. وبالرغم من كون مصر عضوا من بين الدول الخمس عشرة الأعضاء التي يحق لها الاختيار من بين المرشحين العشرة للمنصب، فقد اتخذت موقفا قويا يقر بأحقية الجمعية العامة في التصويت المنفصل على المرشح المختار، وذلك تعزيزا لمبدأ ديمقراطية اتخاذ القرار في الأممالمتحدة. وكان السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدى المنظمة الدولية في نيويورك، قد صرح فى ذلك الوقت، بأن مصر حريصة على إتاحة المجال للعضوية الكاملة للأمم المتحدة ممثلة في 193 دولة »عضوا« في الجمعية العامة، لإبداء الرأي في المرشح، الذي اختاره 15 عضوا فقط بالمجلس. وأكد أبو العطا، أن مصر ترحب باختيار السيد جوتيريس للمنصب الرفيع، إذا ما توافقت على ترشيحه الجمعية العامة، نظرا لتاريخه ومواقفه ومؤهلاته التي تميزه بالفعل عن غيره من المرشحين، مشيرا إلى أن مصر تتطلع للتعاون معه، بهدف استعادة الأممالمتحدة مكانتها ودورها البارز على صعيد العلاقات الدولية. وبالفعل قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتزكية، بعد أسبوع من تصويت مجلس الأمن، تعيين رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو جوتيريس أمينا عاما جديدا للأمم المتحدة خلفا للأمين العام المنتهية ولايته بان كي مون. وينص القرار، على أن جوتيرس سيتولى مهام الأمين العام للمنظمة العالمية لفترة «تبدأ في 1 يناير عام 2017 وتنتهي في 31 ديسمبر عام 2021».