رغم سعادتى الغامرة كمواطن مصرى بفوز منتخبنا الوطنى على نظيره الغانى فى ثانى جولات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، فإن الموضوعية تجعلنى مضطرا للاقتصاد فى هذه الفرحة، ذلك أن موعدها الحقيقى لم يأت بعد، فإذا كنا قد أحرزنا 6 نقاط، فلا تزال هناك 12 نقطة فى الملعب لم تحسم بعد، وإذا كنا قد نجحنا باقتدار فى جولتين، فهناك 4 جولات تحتاج منا الكثير من الجهد والمثابرة والنفس الطويل ، وإذا كنا قد تجاوزنا غانا بفوز مستحق، فأمامنا أوغندا التى تبدو فريقا قويا إن لم يكن الأقوى فى مجموعتنا ومنافسا شرسا من أول جولة ولا يعيبها أنها فقدت نقطتين أمام غانا فى أكرا. ولا يعنى ذلك أن التفاؤل قد غاب عن كلماتي، بل على العكس ما زلت أرى أن منتخبنا الوطنى يقف على أعتاب تحقيق انجاز الوصول إلى المونديال إن شاء الله، وأن غياب الأداء الجمالى عنه أمام النجوم السوداء كان وفق تكتيك مدروس استهدف الحصول على نقاط المباراة كاملة من بين أنياب الأسد الجريح ، وهو ما كان ليتحقق إلا بتقديم الاحترام البالغ له وعدم التهور فى الانفتاح الهجومى الكامل عليه. وإذا كنا سنعيش شهورا حالمين حتى تعود مباريات التصفيات من جديد، فإننا يجب ألا نضيع الوقت وأمامنا إنجاز آخر لا بد من العمل الجاد لبلوغه وهو كأس الأمم الافريقية خلال يناير المقبل من باب أن « الفوز بيجيب فوز « ، لا سيما أن مجموعتنا فى الجابون تضم أيضا غاناوأوغندا إلى جانب مالي. وأشعر بأن سياسة « الخطوة خطوة « التى يتبعها مستر كوبر ستمضى بنا فى الجابون إلى المباراة النهائية بإذن الله بعيدا عن أى ضغط جماهيرى أو إعلامي، وقد رفعه عنه اتحاد كرة القدم بعدم المطالبة بإحراز الكأس الافريقية أو المساءلة إذا تم تضييعها لا قدر الله. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل;