بيع الدقيق المدعم أكل لأموال الناس بالباطل إغراء المرأة بالزواج لو طلقت من زوجها.. حرام ما يصيبك من أذى أو مرض يكفر الذنوب
ما حكم إغراء المرأة بالزواج لو طلقت من زوجها، أو السعى لتطليقها ليتزوجها آخر؟ أجابت دار الإفتاء: هذا التصرف حرام شرعًا، بل من كبائر الذنوب، لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ مِنَّا». وهو من فعل إبليس، كما ورد فى الحديث عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْت كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْت شَيْئًا، ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْته حَتَّى فَرَّقْت بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ، فَيَلْتَزِمُهُ».
هل كل ما يصيب المسلم من أذى أو مرض يكون تكفيرًا للذنوب؟ أجابت دار الإفتاء: إن الله عز وجل امتَنَّ على المسلمين بأن جعل ما يصيبهم من أذًى تكفيرًا لذنوبهم، ففى الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ وَلا حَزَنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ وَهُوَ مَحْمُومٌ، فَقَالَ: «كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ». ما حكم بيع الدقيق المدعم من المخابز فى السوق السوداء؟ أجابت دار الإفتاء: الدقيق مُدَّعم من الدولة من أجل أن يصل مخبوزًا إلى شرائح من المجتمع تعانى من شظف العيش، وضيق الرزق، وقلة موارد الرزق، وهو مع ما فيه من ترفق بأصحاب الحوائج وتلطف بحالهم الضيقة؛ هو واجب الدولة تجاههم، وطريقة من طرق رفع مستواهم المادى بإيصال المال إليهم بصورة غير مباشرة، وهي: صورة الخبز المدعم، وبيع أصحاب المخابز لهذا الدقيق المدعم معناه الحيلولة بين مستحقى الدعم وبينه، فيئول الحال أن يكون فعلُهم هذا اعتداءً على أموال الناس –كافَّة - الداخلين فى هذه الشرائح، وفى ذلك ظلم بيِّن، وعدوان على حقوق الناس، وأكل لها بالباطل، وفى ذلك يقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ» [النساء: 29]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا». وبيع الدقيق المدعم فى السوق السوداء على هذا حرام شرعًا، من حيث كونه استيلاء على مال الغير بغير حق، ويزيد فى كِبر هذا الذنب كون المال المعتدى عليه مالًا للفقراء والمحاويج الذين يحتاجون إلى مَن يرحمهم ويحافظ لهم على مالهم وينميه ويزيده، لا إلى مَن ينتهبه ويعتدى عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وبيع الدقيق المدعم فى السوق السوداء مُحَرَّمٌ مِن جهة أخرى، ألا وهى مخالفة ولى الأمر الذى جعل الله تعالى طاعتَه فى غير المعصية مقارِنةً لطاعته تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال تعالى:»يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» [النساء: 59].