فى أغسطس الماضى صرح المرشح الرئاسى الامريكى دونالد ترامب فى حوار صحفى بأن رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو هو أسوأ رئيس فى تاريخ كندا بسبب مواقفه من فتح بلاده أمام اللاجئين السوريين دون الوضع فى الاعتبار أنه بهذا يفتح الباب أمام داعش أن تصل لكندا وكذلك بسبب موقفه التحررى من قضايا المساواة. وربما يبدو مستقبل العلاقات الأمريكية الكندية غامضا اذا ما فاز ترامب، إلا ان المحللين يؤكدون أنه سيكون توترا شكليا فالحكم الرئيسى فى العلاقة بين كنداوامريكا هو الاقتصاد وتحديدا تجارة البترول. وسواء تولى الديمقراطيون الحكم فى امريكا وهم الاقرب سياسيا لليبراليين فى كندا بقيادة ترودو او الجمهوريون فإن السياسة الاقتصادية ستظل على حالها وهذا ما اثبتته من قبل سياسة حكومة المحافظين السابقة فى كندا التى وقعت على اتقاقيات خاصة بسياسات تصدير خام البترول الكندى تعد هى الاكثر اجحافا فى تاريخ كندا وكان ذلك مع حكومة باراك اوباما الليبرالية والتى تمثل الحزب الديمقراطي. ولا يخفى عدد من السياسيين الكنديين والمنتمين لحزب المحافظين فى كندا دعمهم لدونالد ترامب حيث تقول فاليرى براس عضو الحزب فى مونتريال : علينا دعم ترامب لأنه الوحيد القادر على مواجهة تحديات الارهاب فى العالم فسياسات الليبراليين هنا فى كندا والجمهوريين فى الولاياتالمتحدة لا تؤدى إلا لمزيد من الارهاب على مستوى العالم وكذا سياستهم المتساهلة مع الاسلاميين المتشديين تجلب اخطارا جمة لشمال امريكا بأكمله. أما شابنام أسد الله وهى ايضا احد اعضاء حزب المحافظين فترى ان فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية القادمة قد يشكل ضغطا على جاستن ترودو فى كندا للحد من سياساته المتساهلة مع المتطرفين والمتشديين الاسلاميين فى كندا. وفى نفس الوقت لا يخفى الليبراليون الكنديون رفضهم لترامب حيث صرحت وزيرة شئون المرأة الكندية أن تصرفاته مع النساء أمرا غير مقبول بالمرة. اما المحلل السياسى ديرك بيرنى فيرى ان عدم وفاء ادارة أوباما بوعودها الانتخابية تجاه اصلاح الأوضاع الداخلية الامريكية وتحملها نصيب الأسد فى فاتورة الحفاظ على أمن العالم دفع بالأمريكيين للبحث عن مرشحين يقدمون رؤى معاكسة تماما لرؤية الديمقراطيين وربما هذا ما دفع كلينتون نفسها وهى ممثلة الحزب الديمقراطى الليبرالى فى الولاياتالمتحدة الى التراجع عن قبول حرية التجارة والسوق المفتوح بالكامل. وفى حالة فوز ترامب فى الانتخابات فإنه على كندا الاستعداد لمواجهة تغيرات ضخمة فى لهجة واتجاهات العلاقة بين كنداوامريكا والمتضرر الأكبر من ذلك هو قطاعات الطاقة والتعدين والتى قد يلجأ المستثمرون فيها للهروب مما يهدد معدلات نموها. ويرى بعض الخبراء أنه ايا من كان المرشح الفائز فى الانتخابات الأمريكية القادمة فإن كندا لم تعد تهم الولاياتالمتحدة كما كانت بالسابق.