الإنسان بفطرته خلق عجولا، زرع الله فيه الخير والشر، فإذا انحاز إلى رغباته وطلباته دون أن يفكر ويعمل عقله هلك وانقاد وراء شيطانه، وهناك سبعة أشياء يقول أحد الفلاسفة إنها تدمر الإنسان. أولا: السياسة بلا مبادئ.. تلك الصفة إذا لم يتجنبها الإنسان يصبح آلة يستخدمها فى دمار نفسه وغيره، فإذا من الله عليه وأصبح مسئولا فى أى موقع من المواقع يجب أن يتحصن بالمبادئ والقيم، ولابد له من رؤية شاملة يتغلب بها على إغراءات المنصب والجاه. ثانيا: المتعة بلا ضمير.. وهنا يجب على الإنسان أن يتحكم فى نزواته وشهواته، ويعلى قيمة الضمير ويجعله نصب عينيه فلا يأكل من حرام، ولا يزني، ولا يؤذى غيره. ثالثا: الثروة بلا عمل.. هذه الصفة تتحول إلى نقمة إذا لم يبحث الإنسان عن عمل يشغل أوقات فراغه، ويكون من خلاله فردا فاعلا فى المجتمع يثبت ذاته ووجوده، ليكون نافعا لنفسه ولغيره، فدولة سويسرا بها أعلى نسبة ثراء فاحش، ومع ذلك تؤكد التقارير أن بها أعلى نسبة انتحار فى العالم، نظرا لعدم وجود العمل مع الثروة، بالإضافة إلى عدم وجود وازع دينى وأخلاقي، حيث يتم صرف المال عبثا ولهوا دون عمل. رابعا: المعرفة بلا قيم.. إذا توافرت المعرفة لابد أن تكون مقرونة بالقيم التى توجه المعرفة فى إطارها الصحيح. خامسا: القيادة بلا أخلاق.. فالقيادة والإدارة تصقلهما الأخلاق التى تفشى روح المحبة والود والاحترام بين القائد ومرءوسيه، فيتقدم المكان ويزدهر. سادسا: العبادة بلا نصيحة.. الدين النصيحة.. فلا يصح أن يتعبد الإنسان لربه ويعتكف فى المساجد دون أن يسدى النصيحة إلى الناس ويصدقهم القول، فحينما أهلك الله البلدة الظالمة بدأ بالشيخ العابد، لأنه لم ينصحهم. لمزيد من مقالات جمعة أبو النيل