أحلام كثيرة راودتها وهى فى طريق عودتها من المدرسة إلى منزلها وتحتضن حقيبتها المدرسية بين ضلوعها، وشريط من المسئوليات مرق أمامها فها هى مدرسة اللغة العربية قد أثقلتها بالواجبات المدرسية وأخرى طلبت منها مذاكرة كل دروس الرياضة للاستعداد للامتحان الشهرى وثالثة أثقلت كاهلها بكم هائل من كلمات اللغة الإنجليزية لتحفظها وتقوم بتسميعها أمام مشرف المادة. وسرحت الصغيرة وخطواتها تتسابق نحو منزلها فمن أين ستأتى بالوقت الذى تفعل فيه كل هذا وهى تهوى مشاهدة التليفزيون واللعب مع شقيقتها الصغرى ومساعدة أمها فى بعض الأعمال المنزلية، وابتسامة ممزوجة بالأمل ارتسمت على وجهها عندما تراءى لها وجه أمها التى دأبت مساعدتها فى أداء الواجبات المدرسية، وبينما كانت الصغيرة تبحر فى أعماق ذهنها عما ستفعله خلال ساعات اليوم فإذا ب«كلب» يشبه الأسد فى شراسته يخرج من فيلا من يقولون على أنفسهم علية القوم وهرول نحو الصغيرة بينما صاحبه يطل من برجه العالي، وهو مختال بنفسه ليراقب صراخ البريئة التى دست جسدها النحيل ووجهها البريء خلف حقيبتها المدرسية، إلا أنه انقض عليها وهى تستغيث بأرصفة الشارع التى خلت من المارة وكأن البشر اتفقوا على تركها وحيدة لتكون وجبة شهية لذلك الكلب الذى راح ينهش فى وجهها ويلتهم أجزاء منه وعندما سالت منها الدماء رق صاحبه لها ونزل من مملكته وأبعد عنها «صديقه الوفي» بعد أن عقرها وشوه ملامح وجهها البريء. هى تلميذة بالصف الثانى الابتدائى بمدرسة «السلام الابتدائية» بقرية الحواتكة التابعة لمركز منفلوط، لم تتجاوز عامها الثامن، أوقعها حظها العثر إلى السير فى الشوارع المخصصة لأرجل الأثرياء فقط، حيث يقيمون داخل الفلل والقصور بذلك الشارع الهادئ وفى نهايته المدرسة التى يتعلم فيها البسطاء من أهل القرية وبينهم الصغيرة «زينب» التى دفعت نسيج وجهها البريء ثمنا «لعضة كلب» ملك أحد علية القوم بأسيوط، وعندما انتشر خبر عقرها بين زميلاتها فى المدرسة خافوا أن ينالهن المصير نفسه خاصة أنهن يسلكن طريق الأثرياء المخصص لسير البهوات فقط وسادت حالة من الذعر بين أطفال المدرسة الذين لم يكفوا عن الصراخ والعويل، خشية على أنفسهن وحزنا على زميلتهن الطفلة التى لم ترتكب إثما ولا جريرة سوى وقوعها فريسة لبعض الكلاب التى قام أحد الشباب بتربيتها بالسرايا الخاصة به، مما زاد من تعاطف الاهالى البسطاء معها خاصة أنها متفوقة دراسيا وسبق تكريمها ضمن حفظة القرآن الكريم بالقرية، وهو ما دفع الأهالى إلى عدم السكوت ومصمصة الشفاة وتحركوا لقتل «الكلب»، وكاد الأمر يتحول لمعركة مسلحة بين أهالى القرية وصاحب هذا الكلب، ولولا تدخل العقلاء من أهالى القرية الذين قرروا تحرير محضر وأخذ حق الطفلة عن طريق القانون، مؤكدين أنها ليست الواقعة الأولى من نوعها بحسب شهود العيان. كان اللواء عاطف قليعى مدير أمن أسيوط قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة منفلوط يفيد تلقيه إشارة من مستشفى منفلوط بتعرض تلميذة بالصف الثانى الابتدائى لعضة كلب، وبانتقال المقدم خالد شريت رئيس مباحث منفلوط تبين تعرض التلميذة زينب محمود فتحى بالصف الثانى الابتدائي لعضة كلب حراسة مدرب خاص بالسراى المجاور للمدرسة فى أثناء خروجها من المدرسة.