«الخل الوفى من المستحيلات الاربعة وقديما قالوا احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة واللهم اكفني شر اصدقائي أما اعدائي فأنا كفيل بهم» ودائما تتحطم أواصر الصداقة على اعتاب المنفعة والمصلحة وفي لمح البصر يتحول من كان صديقا وتوأم الروح ورفيق الطفولة والدراسة وسنوات الصبا والشباب الي عدو يحمل بين ضلوعه بحورا من الشر والكراهية لصديقه وقد تنمو بذور الحقد والانتقام لتصل الى حد القتل والخيانة وقضم الايادي التي انهكها التعب من كثره عمل الخير وفي لمح البصر يتحول الاصدقاء الي ألد الأعداء. فما أجمل ان يكون لديك انسان يسأل عنك إن غبت يقترب منك إذا بعدت يخاف عليك يرعاك يشاركك لحظات الفرح والسعادة والألم ويحميك حتى من لفح انفاسك ومن شر نفسك وما أروع أن تندمج ارواحكما معا فتصبحا قلبا وعقلا واحدا تفرحان وتحزنان في اللحظة نفسها ويكون صديقك هو كاتم اسرارك والبحر الكبير الذي تلقي فيه بكل همومك واوجاعك ولا يضيق ولا يمل منك ولا تخفى عنه شيئا فى الماضى ولا الحاضر ولا حتي امالك واحلامك في المستقبل ليكون مثل طيفك يلازمك اينما ذهبت ولكن ما اقسي ان يتحول ذلك الصديق الى عدو تنتزع من قلبه اواصر الرحمة والمودة ويفتك بك وينقض عليك مثل اسد مفترس يلتهم لحمك وينهش عظامك ويتجرع دماءك وهذا ما حدث في تلك الجريمة النكراء التي يعجز اللسان عن وصفها. هي جريمة قتل تفوح منها رائحة الغدر والخيانة بعد العثور على جثة رجل قتله صديق عمره من أجل سرقة عربته «الكارو وحصانه». الحكاية بدأت بعد اختفاء احمد السيد عن منزله لأكثر من 15 يوما ، في البداية لم يهتم أحد من أسرته بعودته إلى منزله، خاصة أنه دائما ما تضطره ظروف عمله كبائع متجول إلى المبيت خارج منزله، كما أنه مقيم بمفرده في بيته بعد زواج ابنائه، إلى أن ذهب أحد ابنائه إلى زيارته ووجد باب شقة والده مغلقا فأخذ يطرق الباب بقوة لكن دون جدوي حتي خرج الجيران من شققهم علي اصوات ندائه بأعلي صوته علي ابيه بعد ان تسلل الخوف الي نفسه بأن مكروها حدث لابيه فسألهم عن والده فقالوا له انهم لم يروه منذ بداية الشهر الحالى، و بدأت علامات الشك والخوف على الابن نتيجة اختفاء والده ،فقام بكسر باب الشقة وعثر على بقعة دماء كبيرة على الأرض وآثار دماء علي السرير، وأخذ الابن يبحث عن والده في كل شبر في الشقة. وكأن الأرض انشقت وابتلعته فقام بابلاغ المباحث التي بدأت تبحث عن أسباب اختفاء احمد، فتم تشكيل فريق بحث قاده العقيد عبدالله جلال رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة والرائد محمد الشاذلى رئيس مباحث مركز شبين القناطر وتوصلت التحريات لوجود خلافات ماليه بين المجنى عليه أحمد السيد وبين«عماد سليمان موسي»، حيث قام عماد باستئجار الحصان والعربة الكارو التي يملكها أحمد، وعندما رجع عماد بعد يومين بالعربة والحصان إلى أحمد رفض أن يأخذهما، خاصة بعد مرض الحصان، ودبت بينهما مشاجرة، حتى توصلا إلى حل أن يوقع عماد ايصال أمانة لأحمد بقيمة ثمن الحصان والعربة الكارو، وتنتقل ملكية الحصان والعربة إلى عماد، وبعد فترة طلب أحمد من عماد أن يسدد المبلغ لكنه رفض، فقام أحمد برفع جنحة ضده، وعندما علم عماد بذلك توجه لمسكن أحمد وانهال عليه طعناً حتى فارق الحياة وحمله علي العربة الكارو، وألقاه في مياه الرشاح، وتم انتشال جثته، والقبض على المتهم وكلف اللواء مجدى عبدالعال مدير أمن القليوبية اللواء أشرف عبدالقادر مدير المباحث بإحالته إلى النيابة.