بدأ العد التنازلي لانطلاق الحدث الدرامي الأكبر في مصر والعالم العربي، من خلال حفل توزيع جوائز مؤسسة الأهرام للدراما التليفزيونية لعام 2016 ، والذي تقام فعاليته بعد غد الإثنين الموافق 24 أكتوبر، في تمام الساعة الثامنة مساءً، بإحدي الفنادق الكبري بالتجمع الخامس بمنطقة القاهرة الجديدة. * تكريم الراحلين نور الشريف وخالد صالح * منافسة شديدة بين جيل الرواد والوسط والشباب وتأكيدا علي دورها التنويري، حرصت الأهرام علي أن يتواكب الحدث مع مناسبة مرور 140 عاما علي إصدار «جريدة الأهرام - الأم» في مدينة الإسكندرية (5 أغسطس 1976)، وأيضا يأتي تتويجا لمرور عشر سنوات علي انطلاق ملحق «نافذة الشاشة»، وترتيبا علي ذلك سيتم «تكريم رموز الفن والإعلام المصري» ممن اختارتهم اللجنة العليا للمهرجان بدقة وعناية فائقة، وكان معيارها الأساسي في ذلك إن هؤلاء قد أثروا الحياة الثقافية والفنية والإعلامية، وتفانوا علي مدار مشوار العمر في تأكيد الرسالة السامية، عبر أعمال فنية وإعلامية مميزة صادقة، وذات بعد إنساني استهدف في المقام الأول فئات المجتمع عبر الشاشة الصغيرة، من خلال تقديم مسلسلات وبرامج «دينية، وطنية، إجتماعية، تربوية» كان لها أثرها البالغ في إحداث تنمية ثقافية شاملة، وكان من شأنها أيضا جلب المتعة والبهجة والترفيه للجمهور المصري والعربي، ويمنح هولاء بالإضافة لشركات الإنتاج المتميزة «درع الأهرام من الطبقة الأولي» عن مجمل ما قدموه من أعمال رائدة طوال رحلة حياتهم. كما تمنح «جائزة النقاد» لأفضل الأعمال الدرامية التي تميزت علي مستوي الأداء التمثيلي والسيناريور والإخراج والموسيقي التصويرية، وغيرها من عناصر فنية أكدت علي جوهر الرسالة المطلوبة في صناعة الفعل الدرامي في رمضان 2016، وقد راعت لجنة التحكيم التي ضمت مجموعة من أفضل الخبراء والمراقبين، ضرورة توفر عناصر جودة العمل الفني الذي كان له تأثير فعال علي مستوي الشكل والمضمون، والتأكيد علي الهوية المصرية والعربية، وإدراكا من الأهرام علي أهمية وجود البعد العربي في هذا المهرجان، فقد حثت اللجنة علي منح جائزة خاصة لأفضل نجم عربي، وأفضل نجمة عربية ساهموا بأعمالهم في توعية الجمهور أما جوائز «استفتاء الجمهور» الذي تم من خلال صفحات «نافذة الشاشة»، بالتزامن مع قيام مؤسسة الأهرام بإنشاء موقع الكتروني خاص للتصويت لهذا الغرض، فتمنح لمن حظي بإقبال جماهيري أكبر من نسب التصويت التي تجاوزت المليون مشارك في الاستفتاء علي أفضل «مسلسل، ممثل، ممثلة، ممثل دور ثان، ممثلة دور ثان، وأفضل شاشة عرض «قناة»، وأفضل «مخرج، سيناريست، موسيقي، وأفضل أغنية تتر، وأفضل وجه جديد، وأفضل برنامج، وأفضل إعلان». هذا وقد شهدت الأيام الأخيرة حالة من المنافسة المارثونية الشديدة أمام أعضاء لجنة الفرز» فئة الجمهور والنقاد واللجنة المنظمة «، والذين ظلوا حتي اللحظات الأخيرة من الرصد وحساب النسب في حيرة شديدة من أمرهم ، جراء حالات ارتفاع وانخفاض مؤشرات بورصة الاختيار، في ظل منافسة حامية الوطيس بين عدد كبير من النجوم علي اختلاف أجيالهم وخبراتهم الفنية المتراكمة، وقد نافس النجوم الكبار «يحيي الفخراني» بأدائه الخرافي مجسدا دور الشيطان بحس كوميدي رفيع مغلف بالتراجيديا في مسلسل «ونوس» جنبا إلي جنب مع القدير»محمود عبد العزيز» صاحب البصمات الإبداعية المهمة في تاريخ الفن المصري علي مستوي الكوميدي والتراجيدي والإنساني، منذ ظهوره علي الشاشة وحتي الآن ، ومرورا بتجسيده الحي للأدوار الصعبة والمهمة، وصولا إلي محطته الفنية الناضجة في مسلسل «رأس الغول» وقد برزت القديرة «يسرا» بعد أن نجحت في تغيير جلدها بأداء شخصية شريرة لفتت الانتباه لها هذا العام، من خلال مسلسل «فوق مستوي الشبهات» ، والمبدع خالد زكي في أداء دور رجل الأمن الغامض بطريقة تعكس براعته المعهودة في التجسيد الحي، فضلا عن حنكة ورصانة تحسب له وتأتي «هالة صدقي» بأداء دور الأم التي ظلت طوال الوقت تفرض سياجا من القيم الإنسانية التي افتقدناها طويلا، وتماهت في أن تمثل العمود الفقري للعائلة المصرية بأداء عفوي في مسلسل «ونوس»، لتدخل سباق التحدي في الأداء مع «ليلي علوي» التي عرفت بانحيازها الشديد طوال السنوات الماضية للون الدراما الاجتماعية النظيفة، وفي قلب هذا اللون تبدو «غادة عبد الرازق» في الأداء الاستثنائي بمسلسها «الخانكة»، وبمحازاتها النجمة المتألقة «مني زكي» في دور «تحية عبده» بأسلوب السهل الممتنع، لتذهب بالمشاهد إلي عوالم ماوراء المسرح علي بساط سحري يؤكد موهبتها الفذة علي جناح التمثيل. وفي قلب المنافسة برزت الفنانة الكبيرة «صابرين» عنوان الابتسامة العذبة النقية، والأداء الاحترافي في كافة الأدوار التي تعرض لها، خاصة تألقها الشديد هذا العام في دور «حليمة الكبش» في رائعة نجيب محفوظ ومحمد ياسين «أفراح القبة»، فضلا عن أداء استثنائي في معظم أعمالها التاريخية، وجاءت الفنانة الكبيرة «لطيفة» لتثبت قدرات تمثيلية خاصة تؤكد أهمية وجود الرومانسية في حياتنا من خلال ما جسدته في مسلسلها الأخير» كلمة سر» الذي أثبتت فيه نضجها الفني، هذا غير ألبوماتها الغنائية الكثيرة، فضلا عن إخلاص نادرا للغناء والتمثيل معا عبر مشوار كبير من العطاء والإبداع والتفاني في حب مصر والعالم العربي. ربما حظي استفتاء الجمهور بأكبر عدد من المفارقات، خاصة أن شريحة الشباب كانت الأكثر إقبالا، وقد فوجئت اللجنة بأن الغالبية العظمي منهم علي الرغم من انحيازهم في الاختيار لنجوم من ذوي الخبرة ، إلا أن الساعات الأخيرة جاءت حاسمة لنجوم الشباب ممن شاركوا في دراما الموسم الرمضاني ومنهم الفنان محمد رمضان ، وظل اختيار أفضل كاتب غامضا حتي جاء انحياز الجمهور في الساعات الأخيرة لمصلحة كاتب كبير، وكذلك صعود مخرج في اللحظات الأخيرة للتصويت كأفضل مخرج، وربما تشهد الساعات القادمة حسما نهائيا لأفضل ممثلة دور ثاني، وفي التمثيل للرجال في نفس الفئة، وأفضل موسيقي تصويرية، وتافست فى الاستفتاء عدة فنانات لاختيار أحسن جديد صاعد، وكذلك في الطرب علي جائزة «افضل أغنية تتر». وفي الصعود نحو القمة يأتي « فنانون أبرزهم طارق لطفي الذي يعد واحدا من أبرز نجوم الدراما التليفزيونية المصرية، حيث حفر اسمه مقترنا بالجدية والتألق، منذ إطلالته الأولي علي الشاشة، ووصولا للنضج الكامل كما جسده بحرفية في مسلسل «شهادة ميلاد»، وكذلك الفنان الشاب المبدع «يوسف الشريف» والذي أثبت جدارة خاصة في مجال «الأكشن» خلال السنوات الخمس الماضية، من خلال أعمال تميزت بالجدية والأداء الصعب، خاصة في مسلسل الأخير «القيصر» ومن الجمهور إلي لجنة النقاد التي ظلت في طور الانعقاد لأكثر من ثلاثة شهور معتمدة معيار الكفاءة والجودة الفنية في أداء النجوم وجدية الأعمال المعروضة علي شاشة 2016 تبدو المؤشرت الأولية لاختيار أفضل ممثلة كوميدية، وأفضل نجمة وأفضل نجمة شابة وممثلة دور ثاني وممثل دور ثاني وأفضل وجه جديد، وقد تشهد الساعات القادمة ذهاب أفضل مخرج لمخرج شاب أبدع في عمل درامي حاز أعجاب المشاهدين، بينما حسمت جائزة أفضل سيناريست وأفضل موسيقي تصويرية وأفضل مطرب تتر، لتعلن مع باقي الجوائز بعد غد في الحفل الذي تقدمه المذيعة مريم أمين، وتعرضه القنوات التليفزيونية الآرضية والفضائية، ويتضمن عدة فقرات إلي جانب التكريم وتوزيع الجوائز ومنها عرض فيلم تسجيلي عن دور الأهرام علي مر العصور في إحياء الفن الراقي ويعلق عليه بصوته الإعلامي خيري حسين.