بالأمس بدأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل زيارتها لدولتى مالى والنيجر فى غرب افريقيا وتستكملها بزيارة لمقر الاتحاد الافريقى فى اثيوبيا، وتقول البيانات الصحفية الرسمية ان الزيارة تهدف الى بحث سبل الحد من الهجرة غير الشرعية القادمة من دول جنوب الصحراء باتجاه اوروبا. الاحصائيات تؤكد ان نحو 300 الف افريقى قد تمكنوا من الوصول الى الشواطئ الأوروبية خلال العام الماضى فقط وتؤكد ايضا ان الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا وعدة دول اوروبية قد أنشأت 16 قاعدة عسكرية ومطارا حربيا فى مالى والنيجر لمراقبة طرق تهريب السلاح والبشر والمخدرات. عندما كنت فى نيامى عاصمة النيجر قبل شهرين لاحظت اهتمام القوى العالمية الكبرى بهذا البلد بأكثر مما توقعته خاصة انه الأفقر فى العالم، فعدا التنافس العسكرى بين واشنطن وباريس على الوجود هناك، فإن هناك صراعا من نوع اخر على ثروات كل دول اقليم الساحل والصحراء من البترول والمعادن. كما ادهشنى السباق المحموم على تغيير ثقافة شعوبها ولغاتها خاصة من جانب امريكا والصين من خلال انشاء مراكز تعليم اللغة، اما ايران والسعودية فيتصارعان على نشر المذهب فى المدارس والجامعات والمراكز الصحية بينما تبذل البعثات التبشيرية مجهودات خارقة . وبينما يبدو ان ميركل تستبق تكرار السيناريو السورى فى استقبال بلادها لمئات الآلاف من المهاجرين بعد ان منيت بهزيمتين انتخابيتين أخيرا بسبب سياستها فى استقبال اللاجئين، فإن الواقع يؤكد ان لزيارتها اهدافا اخري، خاصة اذا علمنا ان الالمان ايضا سينشئون قاعدة عسكرية فى النيجر تلك الدولة التى تمثل قلب الغرب الافريقى المسلم. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب