رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلقاء كلمة أمام البرلمان الإثيوبى أمس بسبب قمع الحكومة الإثيوبية للمعارضة، والتى أسفرت عن سقوط حوالى 500 قتيل خلال العام الماضي، ونحو 50 قتيلا خلال الأيام القليلة الماضية. وأشار مصدر دبلوماسي، فى تصريحات لوكالة رويترز، إلى أنه فى دلالة على غضب برلين من أديس أبابا، رفضت ميركل إلقاء كلمة بسبب غياب المعارضة داخل البرلمان، وذلك فى ختام جولتها الإفريقية فى أديس أبابا بعد زيارتها لمالى والنيجر. وخلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين، قالت المستشارة الألمانية إنه ينبغى السماح بالاحتجاجات، وإن رد فعل الشرطة ينبغى أن يكون متناسبا. وأضافت أن جماعات المعارضة ينبغى ضمها إلى العملية السياسية. ووجهت كلامها لديسالين قائلة إنه «ينبغى أن تتحدث مع الناس الذين يعانون من مشكلات، وأن يكون رد الشرطة مناسبا»، مضيفة أنه «فى الدول الديمقراطية، هناك حاجة دائمة أن يكون للمعارضة صوت، وفى أفضل الأحوال داخل البرلمان». وطالبت ميركل الحكومة الإثيوبية بالسماح بمزيد من التعددية فى المجتمع، مشيرة إلى أن «الديمقراطية تتطلب وجود معارضة لها صوت»، مضيفا أن الحوار والخلاف أفضل من تفريغ النزاعات على نحو عنيف. وعرضت ميركل الاستعانة بخبراء ألمان فى نقل خبرات تحقيق التناسب فى المهام الشرطية. واعترف ديسالين بوجود قصور فى الديمقراطية الوليدة فى بلاده. وأضاف أنه لابد من توفير مساحة ديمقراطية أكبر للمواطنين، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن هناك مطالب مشروعة بتوفير المزيد من فرص العمل للشباب. وذكر ديسالين أن الحكومة عرضت الحوار مع مجموعات مجتمعية وإجراء إصلاح فى قانون الانتخابات، مضيفا أنه تم فرض حالة الطوارئ لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين لم يسقط ضحايا فى الاحتجاجات. وتابع أن «الحكومة لا تستخدم العنف المفرط، ولو حدث سوف نحقق فى هذه الحالة». وفى وقت سابق، أكد الرئيس الإثيوبى ملاتو تشومي خلال جلسة أمام البرلمان أنه سيتم تعديل قانون الانتخابات للسماح بالمزيد من الأحزاب السياسية وعرض آراء المعارضة. ومن جهة أخرى، تناولت المستشارة الألمانية الملف الليبى خلال افتتاح مبنى جديد تابع للاتحاد الإفريقى بالعاصمة الأثيوبية حيث أكدت أنها تريد أن يشارك الاتحاد الإفريقى فى محاولة حل الصراع فى ليبيا. وقالت ميركل: «أنا أفضل أن يستخدم الاتحاد الإفريقى نفوذه للمساعدة فى تسوية الصراع»، وأضافت أن ليبيا باتت «مثالا حزينا» لعواقب انهيار مؤسسات الدولة. وتابعت أنه على الدول الإفريقية زيادة جهود مكافحة الإرهابيين والهجرة غير الشرعية، موضحة أنها بحاجة إلى تطبيق إصلاحات ديمقراطية واقتصادية لتقويض النشاط الإرهابي. ومن المقرر أن تعقد ميركل اجتماعات خلال ساعات مع قادة المعارضة ومنظمات المجتمع المدني. وفى غضون ذلك، أشارت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية إلى أن الغرب وجه سهام النقد إلى إثيوبيا بسبب اضطهاد أقلية الأورومو التى رفضت فى البداية خطط الحكومة لضم أراضيها الزراعية إلى العاصمة، إلا أن الاحتجاجات اتسع نطاقها للمطالبة بمزيد من الحقوق وإطلاق سراح المعتقلين ورموز المعارضة والصحفيين، وأن الغضب اتسع نطاقه ليشمل أجزاء أخرى من البلاد.