قرأت رسالة د. حسن جاب الله ببريد«الأهرام» بعنوان: «قاطعو الأشجار» والتى تتناول ارتكاب كارثة التقليم الجائر للأشجار فى الحدائق والشوارع مما يقلل من الخضرة مطالبا بعقاب رادع لكل المتسببين فى ذلك. والواقع أنه فى كل حى من احياء محافظتى القاهرة والجيزة يوجد فرع للهيئة العامة للنظافة والتجميل ويعمل به مهندسون زراعيون ويعاونهم بعض الملاحظين والعمال ومهمتهم إنشاء الحدائق الجديدة والمرور والمتابعة للحدائق القائمة وتعتبر عملية التقليم من عمليات الخدمة الضرورية للأشجار فالتقليم الجائر لابد أن يتم فى أضيق نطاق وتمليه الضرورة من حيث إزالة الأفرع الشاردة أو الجافة أو المتشابكة أو الميتة أو المريضة فتلك الأفرع لافائدة منها بل، تقلل من المظهر الجمالى للشجرة وبصفة عامة فإن عملية التقليم لاتعنى تعجيز الأشجار بل، يراعى تناسب طول الشجرة مع طولها الجذرى حتى لاتكون معرضة للسقوط. إن الأشجار بالحدائق أو بالشوارع لم تعد شيئا ترفيهيا أو يتم الاستمتاع بالناحية الجمالية لها فقط بل، إننا حاليا نحتاج إليها أكثر من ذى قبل فالشجرة الواحدة تنتج يوميا 140 لترا من الأكسجين فى مقابل امتصاص 47 لترا من غاز ثانى أكسيد الكربون الناتج من التلوث الهوائى ولا توجد شجرة لها عمر افتراضى فهناك أشجار فى أمريكا والبرازيل تعدى عمرها 4000 سنة لكن يمكن القول إن هناك عمرا اقتصاديا للأشجار يحدده الفنيون كما أن المواطن الذى يعيش فى القاهرة على سبيل المثال يحتاج إلى مايتراوح بين 20 و 30م2 من الاسطح الورقية الخضراء ومن هنا تأتى أهمية المحافظة على الأشجار الموجودة بالحدائق والشوارع. ويوجد بكل من محافظتى القاهرة والجيزة مايسمى باللجنة العليا للأشجار وبها لجان فنية متخصصة تحدد مدى حاجة الأشجار للتقليم وحصر الأشجار المعرضة للسقوط وتشجيع المحليات على الاهتمام بالمتابعة والصيانة الأسبوعية أو الموسمية للأشجار كما أنه يمكن الاستعانة بقسم بحوث الحدائق النباتية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية لتقديم المشورة الفنية لهذا الغرض. مهندس نبيل سامى برسوم فرح مدير عام بوزارة الزراعة سابقا