نفى التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية، استهداف عزاء فى القاعة الكبرى بالعاصمة اليمنية صنعاء أمس الأول مما أسفر عن سقوط أكثر من 140 قتيلا و566 مصابا، معلنا استعداده لاشراك الولاياتالمتحدة فى تحقيق «فوري» حول الهجوم، وأكد التحالف فى بيان انه لم ينفذ عمليات عسكرية فى مكان المأساة وانه يجب النظر فى «أسباب أخرى». جاء ذلك فى حين أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستبدأ فى «مراجعة فورية» للدعم الذى تقدمه لقوات التحالف فى اليمن. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى نيد برايس فى بيان الليلة قبل الماضية، إن «تعاون الولاياتالمتحدة الأمنى مع المملكة العربية السعودية ليس شيكا على بياض.. حتى ونحن نساعد المملكة العربية السعودية فى الدفاع عن سلامة أراضيها، فإن لدينا مخاوف وسنستمر فى الاعراب عن مخاوفنا الجدية حول الصراع فى اليمن». وفى نيويورك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فى بيان أمس بإجراء تحقيق سريع ونزيه فى الهجوم الذى وصفه بأنه أمر غير مقبول على الإطلاق وأنه لابد من تقديم المسئولين عنه إلى العدالة. ودعا الأمين العام ، فى بيان له، كل الأطراف بضرورة الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولى الإنسانى بما فى ذلك المبادئ الأساسية بشأن التناسب والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية واتخاذ التدابير الاحترازية من أجل حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية. وفى الوقت نفسه، دعا جيمى ماكجولدريك منسق الشئون الإنسانية فى اليمن إلى إجراء تحقيق فورى فى هذا الهجوم المروع الذى استهدف قاعة المناسبات حيث كان المئات مجتمعين لتقديم العزاء فى وفاة والد وزير الداخلية الموالى للحوثيين فى صنعاء جلال الرويشان، وطالب المجتمع الدولى بممارسة الضغط والتأثير على جميع الأطراف لضمان حماية المدنيين ووقف العنف ضد المدنيين فى اليمن فورا. وأشار ماكجولدريك فى بيان أصدره الى أن مجتمع العمل الإنسانى فى اليمن أصيب بالصدمة ويشعر بالغضب إزاء هذا الحادث. كما أدان إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن التفجيرات، وقال إن اليوم حزين على اليمن وتعجز الكلمات عن التعبير عن مدى الاسى الذى نعيشه جميعا. وأكد أن الحرب الدائرة فى اليمن يجب أن تتوقف. وقال ولد الشيخ فى صفحته على «تويتر» أن الأممالمتحدة أكدت أن استهداف التجمعات الأسرية عمل غير انسانى ويتناقض مع القوانين الدولية وأنه يجب معاقبة الفاعلين. وقد ساد تعتيم إعلامى من وسائل الاعلام التابعة لجماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح بشأن الشخصيات التى راحت ضحية الهجوم على قاعة العزاء، حيث أكدت وسائل اعلام يمنية مقتل العديد من قيادات حزب المؤتمر الشعبى العام وقيادات الجيش والأمن وسط غياب أى تفاصيل عن العدد النهائى لضحايا التفجير. ولم تتطرق وسائل إعلام حزب «المؤتمر» الى مصير العقيد طارق على عبد الله صالح ، نجل الرئيس السابق، الذى كان حاضرا العزاء وتداولت وسائل الإعلام صورة له بجوار اللواء عبد القادر هلال أمين العاصمة قبل التفجير بلحظات وأكدت هذه الوسائل مقتل هلال ولم تشر التى تواجد العقيد طارق على الإطلاق، كما لم تشر الى مصير محمد الرويشان شقيق وزير الداخلية ومدير مكتب صالح رئيس حزب المؤتمر. وذكر موقع «يمن برس» أن من بين القتلى اللواء عبد الملك عرار قائد اللواء الرابع حرس جمهورى ونجله والعميد ثومة على الحمزى قائد اللواء 63 حرس جمهورى فيما أصيب اللواء على الجايفى قائد الحرس الجمهورى إصابة خطيرة ويتواجد فى العناية المركزة. ومن بين القتلى العديد من القيادات العسكرية والشرطية الموالية للحوثيين وعدد من الأكاديميين.