وسط حالة من الانقسام والفوضى فى المعسكر الجمهوري، يجد دونالد ترامب المرشح المثير للجدل للبيت الأبيض نفسه فى وضع حرج جدا قبل المناظرة التليفزيونية الثانية فجر اليوم ( بتوقيت القاهرة) أمام منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، وذلك فى أعقاب أسوأ ضربة يوجهها الإعلام لترامب حتى هذه اللحظة. ففى الوقت الذى يسعى فيه ترامب لاستقطاب الأصوات المترددة، سحب عدد من قيادات الحزب لجمهورى تأييدهم لترامب وعلى رأسهم جون ماكين السيناتور المخضرم عن ولاية أريزونا والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية، والذى أكد أنه لن يصوت لمرشح حزبه دونالد ترامب. وقال ماكين إنه لن يصوت لصالح هيلارى كلينتون أيضا. وأكد إنه وزوجته سيصوتا عبر كتابة اسم «جمهورى محافظ جيد مؤهل ليكون رئيسا». وهو ما يعتبر إبطال لصوتيهما. وانضم ماكين إلى قائمة متزايدة من أعضاء الكونجرس الذين دعوا إما إلى انسحاب ترامب من السباق أو سحبوا تأييدهم للمرشح المحاصر، على رأسهم السيناتور ميت رومنى المرشح السابق للرئاسة، وبول رايان رئيس مجلس النواب، ومجموعة كبيرة من أعضاء الكونجرس الجمهوريين الذين عبروا عن خجلهم واستهجانهم لتصريحات ترامب. ومن ناحيتها، انضمت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إلى مجموعة متزايدة من الجمهوريين تطالب ترامب بالانسحاب من السباق الانتخابي. وفى خطوة غير معتادة، أصدر مايك بنس المرشح الجمهورى لمنصب نائب الرئيس بيانا على تويتر انتقد فيه ترامب وقال إنه لا يستطيع الدفاع عنه. وأوضح بنس حاكم ولاية إنديانا أنه «كزوج وأب أشعر باستياء من الألفاظ والتصرفات التى وصفها ترامب فى التسجيل المصور.» وشدد على أنه لا يمكنه مسامحته أو الدفاع عنه. أما ميلانيا ترامب زوجة المرشح الجمهورى فوصفت فى بيان لها ما قاله ترامب بأنه «غير مقبول وكان مهينا لي». وقالت «هذا لا يمثل الرجل الذى أعرفه». وأضافت أنه «يمتلك قلب وعقل زعيم. أتمنى أن يقبل الناس اعتذاره مثلما تقبلته ويركزوا على القضايا المهمة التى تواجه وطننا والعالم». وفى الوقت ذاته، رصدت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية مخاوف القيادة الجمهورية من أن تؤثر هذه السلسلة من الفضائح على معدل الإقبال الشعبى من القاعدة الجمهورية على التصويت فى نوفمبر المقبل، ملمحة إلى إمكانية اللجوء لاستراتيجية مختلفة وهى تغيير المرشح الجمهورى للرئاسة. وفى رد فعل حاسم على هذه التهديدات، تعهد ترامب بالبقاء فى السباق . وكتب ترامب فى تعليق على تويتر «الإعلام والمؤسسة يطلبون منى الانسحاب من السباق للأسف الشديد - لن أنسحب من السباق ولن أخذل أنصاري». ومن المقرر أن تشهد المناظرة الثانية، التى تستضيفها جامعة واشنطن فى سانت لويس بولاية ميزوري، مواجهة ساخنة بين ترامب وهيلاري، حيث سيسعى ترامب لتبرئة ساحته واستهداف هيلارى وعائلاتها من خلال التركيز على الفضائح الجنسية للرئيس الأسبق بيل كلينتون. فقد بادر ترامب بالفعل بنشر ترامب رسالة من امرأة اكدت فى 1999 أن كلينتون اغتصبها فى 1978.