حكايات تُصبح أساطير، وأساطير تُصبح حكايات، والرواة هم نفس الرواة، لا يكفون عن الحكي، ولا يتوقفون عن الكلام، ولا جديد تحت الشمس، فهي مجرد روايات، هناك من يصدقها، وهناك من يكذبها، وهناك من يتأملها، والناس يبحثون دائماً عن حُلم، يخفف وطأة الحياة. الأسطورة في حقيقتها حكاية، ولكل حكاية ما يبررها، وأيضا ما يجمّلها، يكفي أن تضيف توابل وبهارات، صراعات كبرى، وبطولات وهمية، وظواهر محيرة، وهكذا يصبح الخيال حقيقة، وربما يُمسي رمزاً، ومن الوارد أن يتحول إلى تاريخ، والهدف أن يتوحد الناس حول شيء ما. في كل زمان ومكان حكايات وروايات، تعكس رغبات ومخاوف، طموحات وأطماع، أحلاما وكوابيس، وحين تخضع للمنطق، تظل مجرد أساطير، لكن الأسطورة شيء والحقيقة شيء آخر، وحتى يتبين الفرق، يستمر الجدل، حتى تتضح الصورة، فوراء كل حكاية أسطورة، ووراء كل أسطورة حكاية، والحياة ألغاز. للحقيقة عنوان، وللخيال عنوان، والأهم من سماع الحكاية، أن نفهم الحكاية، فالفهم بداية الوعي، وهذا هو الفرق، بين من يقود ومن يُقاد، لكنها مشكلة الناس في كل زمان ومكان، فالبعض يدرك الحقيقة، والبعض يعيش في الخيال، وتظل أسئلة بلا أجوبة، في عالم لا يكف عن الدوران. الفرق كبير بين الحقيقة والأسطورة، بين الوقائع والأوهام، بين الأحداث الموثقة والروايات المزيفة، وحتى تتضح الصورة، سوف يستمر ترويج الحكايات. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود;