استضاف المجلس المصرى للشئون الخارجية ندوة بالتعاون مع مركز شراكة الحضارات بجامعة موسكو للعلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية حول كتاب «روسيا الأوراسية: زمن الرئيس فلاديمير بوتين». وقد شارك فى أعمال الندوة عدد من أعضاء المجلس المصرى للشئون الخارجية برئاسة السفير منير زهران رئيس المجلس ومن الجانب الروسى السفير فنيامين بوبوف مدير مركز شراكة الحضارات ومنسق مجموعة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والعالم الاسلامى . واشار بوبوف إلي ان وزير الخارجية الروسى كتب مقدمة هذا الكتاب لانه يقدر ويحترم مصر شعبا وحكومة حيث تعتز روسيا بالصداقة والعلاقات الوطيدة التى تربطها بمصر باعتبارها دولة محورية عظمى فى المنطقة، مضيفا أن روسيا عادت مرة اخرى لمنطقة الشرق الأوسط وعلاقتها مع باقى دول العالم . كما ناقش الكتاب، كيفية صعود روسيا وعودة نهضتها مرة اخرى فى عهد الرئيس بوتين ، حيث أكد السفير بوبوف أن أمريكا لم تعد كما كانت من قبل فهى الآن تتخبط فى كل الامور الخاصة بها، كذلك جاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى مغيرر البعض الظروف على المسرح العالمي. وما حدث فى عهد تونى بلير وما قام به من اخطاء فى العراق أى ان القوى العظمى بدأت تظهر أخطاؤها فقد تسببوا فى مقتل مليون ونصف المليون شخص غير الجرحى والمفقودين . واختتم حديثة بان فى روسيا 20 مليون مسلم من أصل روسى وليسوا مهاجرين، مشيرا إلى احترام بلاده لجميع الأديان، وأن الحكومة الروسية أيدت بشدة ما قاله الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى عن الاٍرهاب فى نيويورك وضرورة التصدى له . ومن جانبه، أوضح السفير منير زهران الرئيس التنفيذى للمجلس عودة روسيا إلى ساحة الصراع الدولى بالتوجه نحو اسيا الوسطى لتكريس التحول نحو أوراسيا، كما تناول الكتاب استقصاء ملامح النظام العالمى الجديد من خلال بناء العقيدة العسكرية الروسية الجديدة، وحاول المؤلف اقتفاء اثر وتطور المواجهة السياسية بين روسيا الاتحادية، فى ظل التحول نحو أوراسيا وابعاد الصراع الجيوسياسى بين الأوراسية والاتجاه من جانب دول حلف الاطلنطى للتمدد نحو جورجيا واوكرانيا وسوريا، انطلاقا من سياسة روسيا تحت زعامة الرئيس بوتين باعتبار المنطقة الأوراسية جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى والمصالح الروسية القومية. وأضاف زهران أن الكتاب تطرق إلى البرنامج النووى الإيرانى واتهام ايران بتحويل برنامجها النووى السلمى الى نواح عسكرية ومساعى الاتحاد الروسى من خلال مفاوضات مجموعة 5+1 لوقف هذا. وقد تناولت المناقشات المحاور الرئيسية التى تناولها الكتاب والذى قدم له كاتبه الدكتور وسيم خليل قلعجية وهو طبيب وكاتب سياسى لبناني- وهى روسيا الاتحادية فى عالم ما بعد الاتحاد السوفيتى والتحديات والمعضلات السياسية التى واجهتها وهى بصدد تحديد هويتها، بما فى ذلك انفتاحها على الغرب وما واجهته من خيبات أمل فى هذا الشأن . وأشار السفير عزت سعد سفير مصر السابق فى روسيا الاتحادية الى عودة روسيا الى ساحة الصراع الدولى ومراحل التحول نحو تأكيد المكانة العالمية لروسيا وتوجهاتها فى القرن الحادى والعشرين. كما تعرض أيضاً للتوجه الروسى نحو منطقة أسيا الوسطى ومنطقة أورآسيا بصفة عامة وفكر الرئيس بوتين لإيجاد هياكل أوروآسيوية بما فيها الاتحاد الاقتصادى الأورو آسيوى ومنظمة معاهدة الأمن الجماعى، وذلك بجانب تكتلات اقليمية وتحالفات دولية جديدة سعت روسيا الى الانضمام اليها وتعزيزها مثل منظمة شنغهاى للتعاون ومجموعة دول البريكس والتى تضم بجانب روسيا كلا من الصين والبرازيل، والهند وجنوب افريقيا. وبجانب العقيدة العسكرية الجديدة لروسيا الاتحادية و جهودها فى مجال تطوير السياسات الدفاعية بما يعزز قدراتها أمام توسع حلف شمال الاطلنطى شرقاً والتدخل الغربى المباشر فى جوار روسيا مثل أوكرانيا، تناول الكتاب بعض الملفات التى كانت وراء توتر علاقات روسيا بدول الغرب والانتقادات الشديدة التى تواجهها السياسة الخارجية الروسية فى مناطق عديدة، والرئيس بوتين شخصياً، مثل ملف الأزمة الأوكرانية والتدخل العسكرى الروسى فى سوريا. وقد تطرق النقاش الى العلاقات المصرية - الروسية حاضرها ومستقبلها حيث أبدى المشاركون اهتماماً بالتعرف على تطورات ملف السياحة الروسية الى مصر وما اذا كانت علاقات التبادل التجارى بين البلدين ستتأثر بموضوع فطر القمح من عدمه. وقد أجاب السفير الروسى عن ذلك بتأكيد أن عمق العلاقات بين البلدين والاتصالات المستمرة بين القيادة فى كل منهما، وآخرها لقاء الرئيس السيسى بالرئيس بوتين فى الصين أخيرا، على هامش قمة مجموعة العشرين, هى كلها تحركات كفيلة بإيجاد حلول مرضية للطرفين بشأن ملفات السياحة والصادرات الزراعية وغيرها، مشيراً إلى سفر وفد مصرى لموسكو قبل نهاية الشهر الحالى لتسوية كل هذه الأمور فى اطار من المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.