رغم الأزمات التى يمر بها ماسبيرو فإنه سيظل مدرسة الإعلام التى خرج منها كبار الإعلاميين فى مصر والوطن العربى، وسيظل البيت الكبير الذى تربت أجيال عديدة على برامجه، المبنى الكبير يتعرض لكبوة لا أحد ينكرها منذ فترة، فتكررت الأزمات والأخطاء وزاد التربص له ويأتى فى كل مرة الحل السريع الذى لم يثبت نجاحه بإقالة أو تغيير القيادات، وهو ما قد يكون علاجا لعرض وليس للمرض الذى يصيب ماسبيرو الآن ويحتاج لحلول قاطعة وسريعة بكل حزم، فكما إنه هناك قيادات لا تصلح فى ماسبيرو نجد آخرين يخلصون له ويتمنون خلاصه من أزماته وعودته لمكانته التى تليق به، وربما يكون الخطر وصعوبة الأمر فى الميراث الذى تسلمه كل قيادة لما بعدها، فقد تسلمت صفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ميراثا صعبا وأمورا غاية فى التعقيد بل والمرارة بكل قطاعات الاتحاد، وهو ما يستلزم مساندة جديدة من الدولة بعيدا عن التشفى ومحاولات البعض هدم المبنى العريق معنويا، وفى هذا التحقيق نستعرض آراء واقتراحات أبناء ماسبيرو للخروج من الأزمات التى يمر بها فى الآونة الأخيرة. وحول الأزمات التى يواجهها المبنى العريق كان لأبنائه اقتراحات للحلول والخروج من هذه الأزمات، وكانت لنا هذه اللقاءات مع بعض أبناء ماسبيرو للتعرف على اقتراحاتهم التى من شأنها التغلب على العقبات والأزمات بداخله ومحاولات إعادته لمكانته اللائقة به كتليفزيون الشعب. التطهير الشامل فى البداية يقول المخرج رضا شوقى مدير عام التقييم بالتليفزيون: لكى يعبر ماسبيرو أزماته ويستعيد مكانته الإعلامية التى تليق به لابد من طرح بعض الأسئله والبحث عن إجابات محددة عنها، فلابد أن نعرف أولا هل نحن تليفزيون مصر أن نحن تليفزيون الحكومه ، ويجب أن يكون لدينا سياسات واستراتيچيات إعلامية موضوعه لمرحلة زمنية محددة ولتكن (5) سنوات وأن نعرف هذه الإستراتيجية جيدا، أيضا لابد من تحديد ماهية مشروع الهيكله المطروح منذ فتره طويله وهل هو مشروع جاد أم مشروع وهمى وان كان جاداً فلماذا لايتم تنفيذه؟ ويضيف رضا شوقى: لابد أيضا أن نعرف هل ماسبيرو جاد فى التخلص من الإخوان المخترقين كل المناصب الحساسة والفعالة وماهى الخطة الموضوعة لتنمية مهارات العاملين والعودة إلى المهنية المفقودة فى مجالات الإعداد والتقديم والإخراج والديكور والتصوير والإضاءة، ولابد من التفكير والإجابة على تساؤل لماذا انصرف المشاهدون عنا وكيفية استعادتهم مرة أخرى مع إعادة النظر فى مجلس الأمناء الذى لم يقدم خططا فعالة لماسبيرو ، واعادة النظر فى الشخصيات الموجودة بشرط أن تكون ممن يفكرون خارج الصندوق ؟ مع تقييم القيادات بشكل مستمر من جانب الدولة لاستمرارهم فى مناصبهم أو لا طبقا لنجاحهم، ويضيف: لابد من إمداد ماسبيرو بوجوه جديدة وشابة ومثقفة من مقدمى البرامج مع تقديم كل الشكر للجيل الحالى لان بعضهم تعدى النصف قرن ، أيضا لماذ لا يتم النظر فى الهدف من وجود قنوات النيل المتخصصة والدور المطلوب منها فى المرحلة القادمة والمبرر من الإنفاق عليها من أموال المصريين ودافعى الضرائب. الإعلام الرسمى هو حجر الزاوية وحول نفس الموضوع قال المذيع بالقناة الأولى شريف فؤاد مدير عام التنسيق الاخبارى بالتليفزيون: فى تقديرى أن الحفاظ على اتحاد الاذاعة والتليفزيون وتطويره هو أمر بمثابة ضرورة حتمية لأنه يمثل إعلام الوطن والمواطن فى وقت حدثت فيه فوضى إعلامية كبيرة ولا يخفى على أحد أنه لا توجد وسيلة إعلامية فى كل أنحاء الدنيا من دون أجندة ، لذا يبقى الإعلام الرسمى أو الوطنى هو حجر الزاوية فى الحفاظ على وجدان الأمة وخلق نوع من التوازن مع الاعلام الخاص يمثل الوطن والمواطن ولا يمثل رأس المال، ولعودة التليفزيون الوطنى إلى دوره ينبغى أولا أن يكون هناك إقرار عاجل لحزمة تشريعات الإعلام وفِى المقدمة منها نقابة الإذاعيين لتضطلع بدورها فى ضبط الأداء المهنى وعدم السماح لأى شخص بممارسة المهنة دون تصريح مزاولة المهنة، وثانيا لا أقول هيكلة بل تطوير الكيان القائم وهناك عدة دراسات يمكن التوافق حول أحدها وجميعها تدور حول تقليص عدد القنوات والاهتمام بالمنتج والبحث عن موارد إضافية لتخفيف العبء عن كاهل الدولة ، ثالثا: ليس هناك ما يمنع ان يتم تكليف وزير إعلام ليكون بمثابة المايسترو الذى يسهم فى رسم سياسة إعلامية واضحة وقوية للدولة المصرية وضبط حالة الإنفلات الملحوظة وليس وزيرا لاتحاد الاذاعة والتلفزيون فقط . واقترح عاطف كامل المذيع البدء بترتيب المبنى من الداخل بالتطهير الشامل من الاخوان والسلفيين وحركات 6أبريل وهم معروفون لدى القيادات والأجهزة الأمنية بالإضافة ألا تصنيف كل الوظائف وتنقيتها بمعنى ألا يعمل من لاعلاقة له بالإعداد أو الإخراج أو أى وظيفة أخرى الا من يفهم فيها، للتخلص من الفوضى المهنية وترتيب القدرات والكفاءات وتقييمها تقييماً مهنياً بحيث تتصدر الشاشة من مختلف الوظائف والمحاسبة بالثواب والعقاب فمحاولة إرضاء الجميع ومساواتهم والتجاوز عن الأخطاء هو الفشل بعينه واختيار قيادات على كافة مستويات الإدارة قادرة على الإبداع والابتكار وهو مايتطلبه الإعلام وقالت رانيا هاشم المذيعة بالفضائية المصرية : لا أعتقد أن أزمة ماسبيرو فى القيادات لأن الإعلامية صفاء حجازى تبذل مجهودا ملحوظا للتطوير منذ تولت رئاسة الاتحاد، ولكننى أرى أنها قد تحتاج لصلاحيات أكثر وميزانية أكبر ومساندة من الدولة لكى تنفذ خطة التطوير والإصلاح، ومن الواضح أن هناك من يتربص بماسبيرو فيضخم الخطأ ويقزم النجاحات حتى تصل الصورة فى النهاية إلى أن هذا المبنى عبء على الدولة وللأسف الحملة الشرسة والهجمة العنيفة مازالت مستمرة.