لا أنظر لقيام قوات الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر بالاستيلاء علي موانئ الهلال النفطي البريقة ورأس لانوف والزويتينة وسدرة طبقا لعملية (البرق الخاطف) إلا بوصفها تأميما جديدا للنفط الليبي ومحاولة استنقاذه من يد «داعش» من جهة والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من جهة أخري، وقد أكد ذلك قيام دول الغرب كله بمطالبة قوات حفتر بالانسحاب الفوري غير المشروط من الموانئ البترولية وتسليمها إلي حكومة الوفاق الوطني المشكلة بواسطة الغرب في الصخيرات بالمغرب لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2259 المتعلق في جزء منه بتدابير صادرات النفط غير المشروعة بينما راح رئيس برلمان طبرق برئاسة عقيلة صالح توعز لحفتر بتسليم الموانئ النفطية إلي المؤسسة الوطنية للنفط وترقيه إلي رتبة المشير. خليفة حفتر استبق باختطاف الموانئ النفطية إلي القبضة الوطنية نجاح قوات الوفاق الوطني في الحصول علي سرت ومحيطها في عملية (البنيان المرصوص)، وبالتالي صارت دول الغرب تواجه استيلاء مبكراً علي النفط إلي الجانب الوطني الذي تؤيده مصر والإمارات وروسيا الاتحادية، ومازال الغرب يتعثر في اتفاق الصخيرات بين مجموعات من النخب الليبية في حكومة الوفاق بينما الشعب الليبي بانتماءاته المختلفة يميل إلي قواته المسلحة التي يقودها حفتر وقد صار مؤيداً من تجمعات قبائلية ومناطقية في أجدابيا وغيرها. صحيح أن الغرب كان يؤيد حفتر في البداية وظهر ذلك من غارات أمريكية بتنسيق وسقوط طائرة كوماندوز فرنسية هليوكوبتر في الشرق ولكنه انقلب عليه فوراً حين استلب الموانئ النفطية بعنف مؤكدا ألا تحالفات دائمة! نقل خليفة حفتر النزاع من بني غازي إلي أجدابيا وأنهي واقعيا الحضور الغربي والتأثير وأصبح صاحب الأوراق جميعا في ليبيا بانتزاعه موانئ النفط ودفع قوات داعش إلي درنة وشكل واقعا ليبياً جغرافياً جديداً يحمي البنية النفطية التحتية كما قال قرار مجلس الأمن، ولا يهددها. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع