مع دخول هدنة وقف إطلاق النار يومها الثاني، أعلن الجيش السورى أمس إسقاط طائرتين إسرائيليتين إحداهما حربية سقطت قرب مرتفعات الجولان المحتلة والأخرى طائرة بلا طيار وسقطت فى ريف دمشق، وذلك فى أعقاب الهجوم الإسرائيلى على موقع للجيش فى جنوبسوريا. وأوضحت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الطائرة هاجمت موقعا للجيش فى ساعة مبكرة من صباح الأمس فى ريف القنيطرةالجنوبي، إلا أن القوات السورية تمكنت من إسقاطها بالإضافة إلى طائرة بلا طيار. وأوضح التقرير «أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة فى بيان لها أن طيران العدو الإسرائيلى هاجم أحد مواقعنا العسكرية بريف القنيطرة فتصدت وسائط دفاعنا الجوى وأسقطت له طائرة حربية جنوب غرب القنيطرة وطائرة استطلاع غرب سعسع بريف دمشق». وأضافت القيادة السورية أن هذا العدوان يأتى فى إطار دعم العدو الإسرائيلى للمجموعات الإرهابية المسلحة، كما اعتبرته محاولة يائسة لرفع معنوياتها المنهارة بعد الفشل الذريع الذى منيت به والخسائر الفادحة التى تكبدتها فى ريف القنيطرة. وكانت طائرات من جيش الاحتلال الإسرائيلى قد شنت غارات استهدفت مواقع تابعة للجيش السورى فى منطقة القنيطرة، ردا على سقوط قذيفة هاون فى شمال هضبة الجولان أمس الأول. ومن ناحيته، نفى الجيش الإسرائيلى صحة هذه الأنباء، ولكنه اعترف فقط بأن القوات السورية أطلقت صاروخين أرض جو بعد ساعات من المهمة التى نفذها الطيران الإسرائيلى على مواقع للمدفعية السورية. ويأتى هذا الحادث بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا حيز التنفيذ بموجب اتفاق أمريكي- روسى يشكل، فى محاولة جديدة لوضع حد للنزاع الدامى المستمر منذ خمس سنوات. وفى الوقت ذاته، أكدت تقارير أمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» تستعد لبدء تعاون غير معهود مع الخصم الروسى فى سوريا، إذا صمدت الهدنة المعلنة. وأوضح مصدر مسئول فى البنتاجون أن الجميع مستعد لتطبيق الاتفاق بسرعة إذا تجاوز هذا الأسبوع، وأضاف : «لكننا مستعدون أيضا للتراجع عنه فى حالة عدم صمود الهدنة». وفى الوقت الحالي، من المقرر أن يبدأ التعاون الأول من خلال إقامة «مركز مشترك» لتقاسم المعلومات حول المواقع التى يمكن استهدافها، وسيكون مقر هذا المركز فى جنيف، وسيحرص الجانب الأمريكى على عدم اطلاع الجانب الروسى على مصادر معلوماته حول الأهداف المحتملة. ولن يتم فى المرحلة الأولى على الأقل شن غارات جوية مشتركة بين الطيارين الروس والأمريكيين، إذ سيقتصر تبادل المعلومات على تقاسم قوائم الأهداف. وتنص الهدنة على أن يمتنع الجيش السورى عن الأعمال القتالية فى المناطق التى تتواجد فيها المعارضة التى تسميها واشنطن ب»المعتدلة»، مما يعنى أن «جبهة فتح الشام» أو «جبهة النصرة» سابقا وتنظيم داعش الإرهابى لا تشملهما الهدنة. ومن ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف سيبحث مع نظيره الإيرانى حسين جابر أنصارى اتفاق موسكووواشنطن حول سوريا، مؤكدة عدم وجود خلاف مع طهران بهذا الشأن. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مدير قسم آسيا الثانى لوزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف قوله إن «الاتفاق الروسي- الأمريكى جيد، لكن من المهم أن ينفذ بالفعل».