إجازة عيد فهل نتسامر ونستعيد بعض الحكايات والذكريات ، وأبدأ بحكايتين سمعتهما من أستاذى محمد حسنين هيكل الأولى وفيها قال للرئيس عبد الناصر أول ما التقى به : أما سمعت النهارده خبر يودى فى داهية ، وبطريقة فورية إن دلت على شئ فعلى إحساس السلطة أجابه عبد الناصر : توديك إنت (!) . والحكاية الثانية وقد توسع فيها الأستاذ الكبير وهو يحكيها لنا فى «دسك الأهرام» الذى كان يستريح وهو يتوسطنا بعد أن ينتهى من الكلام عن «الجرنال» وأخبار الصفحة الأولى ،فيبدأ «الحكى» عن أمور مختلفة منها قوله أن صلاح نصر رئيس المخابرات العامة الشهير فى ذلك الوقت أقسم له انه يفكر فى الاعتكاف والتصوف وذلك من كثرة الفضائح الأخلاقية التى تمتلأ بها التقاريرعن الكثيرين من الكبار الذين يتصورونهم الناس كبارا ملائكة وصفحاتهم مليئة بما يخجل . واحكى عن رئيس بنك كان يتعامل مع العملاء بنوايا طيبة ،وقدم قروضا لعدد من رجال الأعمال بنية تشجيعهم وهم يقسمون أنه إذا حدث وأهداه واحد منهم هدية جرى خلفه وأعادها إليه عن تعفف ونزاهة . وجاء الذى خلفه فدبر له بعد فترة دخول السجن الذى رافقه فيه بعض الذين يعرفونه وقد ألف إليهم وقال لأحدهم يوما : تعرف إننى أمضى هنا أسعد أوقاتى ؟ وقبل أن تختفى علامة الدهشة من وجوه زملاء الزنزانة قال : بعد خروجى من رئاسة البنك ظللت ثلاثة أشهر لا أسمع جرس التليفون فى منزلى حتى اكتأبت من الوحدة ، واليوم ها أنا أعيش فى السجن بين زملاء أسعد بهم يكلموننى وأكلمهم ويونسونى ولا نختلف . ولم يستمر الرجل طويلا فى السجن فقد مات فيه وأصبح حسابه أمام خالقه وأحكى عن عالم جليل ونزيه هو المرحوم الدكتور مصطفى كمال حلمى ثالث رئيس لمجلس الشورى بعد الدكتور على لطفى والدكتور صبحى عبد الحكيم . وكان للدكتور كمال حلمى ابن يعمل فى سفارة إيطاليا ، ورغم أنه كان لديه بحكم منصبه جهاز تليفون دولى مباح له استخدامه ، إلا أنه كلما أراد الاتصال بابنه أعطى مدير مكتبه عبد العزيز شقوير أجر مدتين طالبا تحويل المكالمة على بيته ! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر