حينما دخل النبى صلى الله عليه وسلم المدينة وجد الأنصار يلهون ويلعبون، فقال لهم: ما هذا؟ فقالوا: يا رسول الله كان لنا فى الجاهلية يومان نلهو ونلعب فيهما، فقال صلى الله عليه وسلم إن الله أبدلكم خيرا منهما: عيد الفطر وعيد الأضحي. للأعياد فى الإسلام مكانة كبري، فهى فرحة للصغير والكبير ومسرة للغنى والفقير، والأعياد مناسبة للم شمل المسلمين والتزاور وصلة الأرحام، وهى أيضا مناسبة عظيمة للارتقاء فى العلاقة مع الناس ومع الخالق سبحانه وتعالى الذى من علينا بأعيادنا، وأجاز لنا اللهو المباح والترويح عن النفس فى تلك الأيام المباركة. لكن ما هى أهم المظاهر التى تحقق تلك الأهداف، وماذا عن البدع والمخالفات التى تضيع على المسلمين فرحتهم؟ فى البداية يوضح الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين الأسبق، أن العيد مظهر من مظاهر البهجة فى الإسلام وهو بديل عن أعياد الجاهلية التى عرفتها العرب قبل الإسلام، وفى صباح يوم العيد يخرج المسلم إلى المصلى أو الساحة، ليشهد احتفال المسلمين فى هذا اليوم، وقد وضع الإسلام كلمات البهجة والتى تنم عن الشعور الدينى القوي، حيث التكبير والسلام على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه بصوت عال مرتفع، حتى إن الصحابة قالوا كنا نكبر حتى ترتج المدينة على من فيها، وللمرأة أن تخرج للمصلى أو الساحة كما يخرج الرجال، وأن تكبر مع المكبرين، فإن كانت من ذوات الأعذار فإنها تشهد التكبير ولا تؤدى الصلاة. صلة الأرحام ورعاية الأيتام من جانبه يشير الدكتور ناصر محمود وهدان، أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة قناة السويس، إلى أن العيد فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله ومع الناس، غير أن بعض الناس قد يخرجون عن الإطار الشرعى للاحتفال بالعيد، ويخصون تلك المناسبة المباركة بمعاص تضيع عليهم فرحتهم وتحرمهم الأجر.وأشار إلى أن للعيد مظاهر عظيمة للاحتفال منها الحرص على الوحدة التى يجسدها مشهد الحج، والتحام المسلمين على عرفات وفى مناسك الحج، وهنا ينبغى للمسلمين أن يكونوا يدا واحدة، .وكذا غير الحجيج يشاركون إخوانهم مشاعرهم، فيصومون العشر الأول من ذى الحجة، وبينها يوم عرفات العظيم، ثم يذبحون أضاحيهم يطعم الغنى الفقير ويتبادل الأرحام والأصدقاء فيما بينهم أنصبتهم من الأضاحى والتهانى والمباركات ببلوغ العيد، ويعم الخير والسرور على جموع الأمة الإسلامية. وفى سياق متصل يشير الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إلى أن عيد الأضحي، وهو ما يسمى عيد النحر، يذكرنا بخليل الله إبراهيم حين رأى فى المنام أنه مأمور بذبح ولده الذى رزق به بعد أن بلغ من الكبر عتيا، رأى الخليل إبراهيم هذه الرؤيا فى اليوم الثامن من ذى الحجة، وحينما رآها تكررت فى اليوم التاسع، عرف أنها الحقيقة، وامتثل لأمر الله إلى أن افتدى ولده بذبح عظيم، فكانت سنة الأضحية. ويوم النحر فيه يقوم الحجيج برمى الجمرات وذبح الهدايا، ويشاركهم المسلمون فى شتى بقاع الأرض بذبح الأضاحي. ومن مظاهر الاحتفال بالعيد أيضا التكبير عقب كل صلاة مشاركة للحجيج، وأن يذبح المضحى أضحيته بعد صلاة العيد، قائلا اللهم إن هذا منك وإليك، وينبغى للمضحى أن يشهد أضحيته ما تيسر له ذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم لفاطمة قومى فاشهدى أضحيتك فإن الله يغفر لك بأول قطرة من دمها. وينبغى للمسلم أيام العيد التوسعة على الأهل والأولاد، وحجاج بيت الله أيام منى بالنسبة لهم ايام أكل وشرب وذكر ودعاء واستغفار، كذلك المسلمون فى شتى بقاع الدنيا يحتفلون بيوم النحر وما بعده ثلاثة أيام يذبحون فيها أضحياتهم ويوزعونها على الفقراء ويطعمون بها أنفسهم . مظاهر سلبية ويحذر الشيخ عبد الحميد الأطرش من المظاهر السلبية المقترنة بالأعياد والاحتفال بها، من ذلك: الإصرار على زيارة القبور واستقبال العيد بهذه العادة السيئة، فزيارة القبور مشروعة فى اى وقت من العام للعظة وتذكر اليوم الآخر والموت، لكن العيد يوم فرح وسرور، ومن ثم ينبغى على المسلم ألا يبدأ يوم عيده بما يدعو للحزن والأسى على من مات. العبث واللهو غير المباح والهذيان والاختلاط بين الشباب والفتيات فى المتنزهات والأماكن العامة وخروج الفتيات متبرجات متعطرات. انتشار الصواريخ والألعاب النارية غير الآمنة والتى تحدث أذى وترويعا للآخرين، وللأسف الشديد يستهين البعض بهذه الأمور ظنا منه بأن هذه من مظاهر الاحتفال تعبيرا عن الفرح والسرور، ولكن الإسلام لا يقر أى شيء فيه اذى للنفس أو للغير، ولا شك أن هذه الألعاب النارية تحدث أصواتا تؤذى الناس ولا تراعى مريضا ولا كبيرا ولا طفلا. مخالفات الأفراح، حيث جرت العادة أن تحفل أيام الأعياد بالأفراح والزواج وهذا أمر جميل، لكن من أسف اعتاد البعض خاصة فى الأرياف والمناطق الشعبية أن تحفل هذه الأفراح بما يؤذى مشاعر الناس ويلوث أسماعهم .