جمعية تحولت الي امبراطورية إنها جمعية منتجي القصب التي يرأسها عضو مجلس الشعب عن دائرة نجع حمادي عبد الرحيم الغول منذ ما يقرب من نصف قرن. الجمعية التي تحصل علي8 ملايين جنيه سنويا خصما من المنبع من مزارعي القصب الذين يقبضون مستحقاتهم من شركات السكر بعد حصول الجمعية علي إتاوة عبارة عن50 قرشا عن كل طن قصب, حاضرة بقوة في صفحات الاعلانات للمجاملة من جانب رئيس الجمعية علي حساب المزارعين, وهناك اقاويل بأن جزءا من الأموال يذهب الي قيادات في الداخلية مقابل الحراسة وهو أمر مردود عليه بأن الداخلية تحمي كل الناس والمنشآت علي أرض مصر وليس بانتظار أن يمن عليها الغول وجمعيته بأموال لكي تحرس محصول القصب. إن جمعية منتجي القصب هي نموذج لجميعات تجيد جمع الأموال علي حساب المواطنين الكادحين لكي تنفقها في أغراض بعيدة عن خدمتهم ولكنها تخدم مصالح رئيس الجمعية في مجاملة علية القوم بالتهاني في الافراح والتعازي في الوفاة وهي ممارسات تفيد في تحقيق أغراض سياسية ولكنها لا تفيد مزارع القصب الذي يشقي طول العام وينتظر كل قرش من عائد محصوله لينفقه علي أسرته والعاملين معه ولا يعنيه في شيء أن تتم المجاملات للكبار علي حسابه. إن ما فعلته جمعية منتجي القصب خلال العقود الماضية نموذج لإساءة الجمعيات الأهلية لرسالتها التي ينبغي أن تكون قائمة علي العطاء وليس الأخذ مما يتطلب وقفه مع تلك النماذج التي تسئ لفكرة العمل الطوعي علي أرض مصر. الجباية المفروضة علي منتجي القصب التي وصلت الي مجلس الشعب من خلال طلب تقدم به20 عضوا لإلغاء خصم8 ملايين جنيه من المزارعين بحاجة الي النظر اليها من زاوية عدم تحميل الناس مالا يطيقون من أجل خدمة مصالح ضيقة لشخص واحد يري في نفسه حامي حمي زراع القصب.