للوهلة الأولى تحسبه يجلس على مقعد في مجلس الأمن أو جامعة الدول العربية، يوبخ الصامتين عن هذه الجرائم بصمته ونظراته، هذا هو حال الطفل السوري "عمران دقنيش" صاحب الخمسة أعوام، الذي تم انقاذه عقب غارة جوية على حي القاطرجي الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب. صورة الطفل "عمران" التي تداولتها شبكة التواصل الاجتماعي " فيسبوك" وهو يجلس على كرسي برتقالي بداخل سيارة الإسعاف، يغطي نصف وجهة التراب والنصف الآخر ملطخ بالدماء، ما هي إلا عنوانًا صارخًا لما يحدث في الأراضي السورية، وما خفى كان أعظم، فهناك آلاف الأطفال لم يتم التقاط صور لهم ربما يكونوا أسوء حالًا من "عمران". حظيت الصورة على تفاعل كبير من مستخدمي "فيسبوك" الذين قاموا بتركيب صور "عمران" على أحداث أخرى، وهو يجلس بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين معلقين وكذلك وهو يجلس على مقعد سوريا في القمة العربية. أعادت صورة عمران إلى الأذهان صورة الطفل "إيلان" الذي لفظته مياه البحر على شاطئ في تركيا، ليجسد معاناة وآلام السوريين الفارين من الصراع في بلادهم. "عمران وإيلان" رمزان للبراءة ليس لهما علاقة بالحرب، ويلخصان معاناة الأطفال الذين يتعرضون للقصف يوميًا في مختلف مناطق سوريا، وفي ظل صمت الشعوب والمجتمع الدولي، الذي تقوده المصالح، وهنا نسأل: "ماذا نتوقع من جيل لا يعرف إلا الموت والحزن؟ .. ولمن نوجه اللوم إذا تحول هذا الطفل إلى إرهابي؟ .. ومتى يستيقظ ضمير العالم؟ .. وماذا فعلنا نحن العرب؟". ربما تكون الإجابات على هذه الأسئلة غير حاضرة في أذهان الرؤساء والقادة العرب لكن الماضي الجميل سجّل في دفاتره أن سقوط تفاحة واحدة كان كفيلاً بأن يدرك العالم كله قانون الجاذبية، فهل يدرك العالم الآن معنى الإنسانية بسقوط آلاف البشر؟ [email protected] لمزيد من مقالات عماد الدين صابر