«دقنيش» مأساة جديدة فى حلب

- صبى سورى ينجو من الغارات ووجهه يحمل آثار معاناة السوريين.. وحقوقية: نخسر جيلًا كاملًا من الأطفال
«طفل صغير جالس على مقعد داخل سيارة إسعاف، جسده النحيل يكسوه غبار حطام منزله من رأسه حتى أخمص قدميه، نصف وجهه مخضب بالدماء، ينظر لعدسات مصوره فى ذهول من هول ما جرى»، هذه ملامح صورة تلخص مأساة أطفال حلب ومعاناتهم، فى ظل الغارات المتواصلة والمكثفة التى يشنها النظام السورى وحليفته روسيا على مواقع سيطرة المعارضة والتى تطال المدنيين.
وأوضحت صحيفة «إندبندنت» البريطانية فى تقرير لها اليوم، أن الصورة التى تم تداولها على نطاق واسع فى وسائل الإعلام الاجتماعية، هى لطفل يدعى عمران دقنيش (5 أعوام) أثناء نقله لإسعافه بعد غارات شنتها طائرات النظام أو الطائرات الروسية على حى القاطرجى (شرق حلب)، الواقع تحت سيطرة المعارضة.
وأظهر مقطع فيديو، صادر عن مركز حلب الإعلامى التابع للمعارضة السورية، إنقاذ مسعفين لدقنيش من تحت أنقاض منزله، ووضعوه على مقعد خلفى فى سيارة إسعاف، ليتركوه وحده ينظر فى دهشة، ثم أخذ يتحسس رأسه المخضبة بالدماء.
وقال طبيب محلى لمراسل صحيفة «تليجراف» البريطانية فى منطقة الشرق الأوسط، إن «4 أطفال آخرين وامرأة ورجلين أصيبوا أيضًا فى الهجوم على حى القاطرجى».
وأوضحت «تليجراف» أن دقنيش نقل مستشفى (أم 10) فى المدينة، وخرج منها بعد تلقيه العلاج من إصابة بالرأس، إذ نشرت له لاحقًا صورة أخرى وهو معصوب الرأس، مشيرة إلى أن نحو 12 طفلًا آخرين جميعهم دون ال 15 عامًا تلقوا العلاج بالمستشفى ذاتها، أمس الأول.
وجرى إعادة تداول صورة دقنيش فى سيارة الإسعاف، التى بثها مراسل «تليجراف» على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» نحو 10 آلاف مرة، مع تعليقات للمستخدمين قالوا فيها إن دقنيش واحد من أطفال كثر فى حلب يعانون فى خضم الصراع حامى الوطيس الدائر هناك.
وقال ديفيد بينز، الناشط بحزب العمال البريطانى إن «هذا الصبى الصغير فى الجزء الخلفى من سيارة الإسعاف، وحيدًا مصدومًا. شىء شنيع. ماذا نستطيع أن نفعل؟»، وفقًا لصحيفة «جارديان» البريطانية.
بدورها، قالت ليديا شيلى، المحامية والحقوقية الأسترالية على حسابها على موقع «تويتر»: «نحن بحاجة إلى حل سياسى واجتماعى للصراع فى سوريا والعراق»، مضيفة «نخسر جيلًا كاملًا من الأطفال».
وفى اليوم ذاته، لقى 10 مدنيين مصرعهم وأصيب 9 آخرون بقذائف صاروخية أطلقتها فصائل المعارضة على حى خاضع لسيطرة النظام فى حلب، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».