منذ أن تحدث وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو عن صيغة (أمريكية روسية) أفرزتها المفاوضات بين الدولتين حول حلب، ونحن نواجه سيلا من التوقعات والتحليلات حول طبيعة تلك الصيغة. بالعربي.. عملية حلب هى بداية النهاية لداعش، وتضطلع بالمهمة الرئيسية فيها روسيا وسلاحها الجوي، أخيرا قامت القاذفات الإستراتيجية الثقيلة تو - 22 بدك مواقع داعش وجبهة الفتح (النصرة سابقا) انطلاقا من مطار همدان الإيراني، ومعركة حلب تتزامن مع عملية تحرير الموصل التى تلعب فيها الولاياتالمتحدة الدور الرئيسى ومن الطبيعى أن يحدث نوع من تبادل المعلومات وتنسيق القصف الجوى فى الحملتين، وخلق آلية مشتركة للتوجه معا إلى الرقة (عاصمة التنظيم)، ويتوافق ذلك إلى حد كبير مع ما سربته »الواشنطن بوست« عن مبادرة كيرى التى ساقها الفائت، أو تضمنت إنشاء مركز قيادة مشترك وتبادل معلومات، وإن اشترطت واشنطن وقف قصف الطيران السورى على حلب لمدة أسبوعين. ما الذى دفع أمريكا إلى ذلك؟ ببساطة هو تلك المحاور الجيوسياسية الجديدة بين روسيا وتركيا وإيران وربما الصين مستقبلا بما يمثل أسبابا قوية لأن تراجع أمريكا مواقفها وخاصة مع خططها القادمة فى الباسفيك. الآن أيضا تبدو أمريكا فى الملف السورى بطة عرجاء Lame duck وبخاصة مع احتدام معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتى كانت روسيا طرفا حاضرا فيها، سواء بادعاء مايكل موريل نائب رئيس المخابرات الأمريكية المركزية على المرشح الجمهورى دونالد ترامب بأنه عميل لبوتين، فى حين كانت هيلارى المرشحة الديمقراطية اتهمت الرئيس الروسى بوتين بالتلاعب فى انتخاباته الرئاسية السابقة. وهذا التناطح حول بوتين ربما دفع كيرى إلى تصنيع صيغة مشتركة مع روسيا لتأكيد أن المرشحة الديمقراطية لم تكن ضده. وفى الوقت نفسه فإن الإلحاح الروسى المتكرر حول أن أمريكا ترفض أن تعطى موسكو خرائط تحدد مواقع ما يسمى (المعارضة المعتدلة) يؤكد ادعاءات دونالد ترامب على أوباما وهيلارى كلينتون بأنهما خلقا تنظيم داعش وعززا وجوده. التنسيق يدعم الروس الذين ضغطوا لتفعيل الحل السياسى بناء على الحوار السورى السورى فى جنيف، والتنسيق كذلك طريق تجد أمريكا نفسها مجبرة عليه فى ظل وضوح صورتها كدولة تدعم جيش الفتح الذى ينضوى تحته عشرون تنظيما إرهابيا فى حلب. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع