ذهبت الى نيروبى فى التسعينيات بمهمة، وتم دعوتنا مع الوفود الأخرى لمقابلة الرئيس الكينى دانيال آراب موى بالقصر الجمهورى، بعد كلمات الترحيب اصطحبونا لحفل استقبال بحديقة القصر وبوفيه بسيط مقرمشات «بقصمات» وشاى ومياه غازية، مع أول رشفة شاى أحسست بطعم غريب لكنه مقبول، سألت مرافقنا، أشار لزيادة نسبة الكافيين لتقليل الخصوبة والإنجاب، طار الفنجان من يدى وأنا أردد، أنا ذنبى إيه، أنا ضيف، ماعلاقتى بتحديد نسلكم، الحمدلله لم يكن لرشفة الشاى تأثير يذكر! تلف الأيام، وأرى الواقعة تتكرر فى بلدى، تحدث وزير الصحة د.أحمد عماد الدين راضى عن مواجهة مشكلة الكثافة السكانية بتخفيض معدل الخصوبة لتقليل معدل المواليد. كلام يلخبط لأنه يتجه لوسيلة واحدة لاغيرها، إضافة مادة كيمائية للغذاء أوالشراب، لاستهداف الخصوبة وقد تؤدى للعقم وفقا لرأى المتخصصين، على الوزير توضيح مايعنيه لأنه فاق ماذهب إليه الكاتب وحيد حامد بانكسار الرجولة فى فيلم «النوم فى العسل» وفيه رأى عادل إمام مصر مستهدفة من الخارج، وليس من الداخل! نعم علينا التكاتف لمواجهة الزيادة السكانية التى تأكل الأخضر واليابس، ليس على طريقة «حسانين ومحمدين، زينة الرجال ومرته غزال والخلفة الكتيرة مليتهم بالهزال»، إعلان فاشل، فقد كانت مصر 42مليونا قبل الإعلان والآن قفلنا المائة مليون! نحتاج قرارات جادة مثل إقناع المواطن بأن طفلين يكفيان ولايحق للثالث دعما فى كل نواحى المعيشة ولاحتى بطاقة التموين، رفع سن الزواج للشاب والفتاة وان كانت صعوبات الحياة رفعتها وحدها، ومواجهة الفكر السلفى بتشجيعه زواج الصغار وانتهاك براءة الطفولة، والاقتناع بأن للرجولة معانى أسمى، النبل والشهامة والاحساس بالمسئولية. لمزيد من مقالات سمير شحاته