أمة فى خطر!.جملة من ثلاث كلمات أطلقتها أمريكا أيام الرئيس كارتر عندما اكتشفوا أن مناهج التعليم عندهم مُتَخَلِّفة عن دول كثيرة!. اكتشفوا أن علماءها وباحثيها فى مختلف المجالات أغلبيتهم الكاسحة من مختلف دول العالم.. وأصبحوا أمريكان بحكم الجنسية.. إلا أن تفوقهم ونبوغهم من أنظمة تعليم مختلفة وبصورة أو أخرى خطفتهم أمريكا!. اكتشفوا أن نظامهم التعليمى «بعافية» بقياس ما قدمه من باحثين بالنسبة للمخطوفين من كل جهة!. الإعلام الأمريكى قام بحملة هائلة يمكن القول إنها جعلت الرأى العام على رأى واحد.. حتمية التغيير الجذرى لما هو معمول به فى التعليم!. نفس الدور قام به الإعلام عندما تكشفت حقيقة موجعة مذهلة هى ارتفاع نسبة السمنة بين الأطفال الأمريكان!. الإعلام جعل الرأى العام الأمريكى فى حالة استنفار فى مواجهة خطر يهدد حاضر ويصادر مستقبل الولايات المتحدة!. الأمثلة كثيرة لما يجب أن يكون عليه الإعلام فى حالة ما تعرض الوطن للخطر!. وقت الخطر تلقائيًا يتم تنحية الحزبية واختلافات الرأى وأى شىء.. لأن الوطن فى خطر!. الإعلام كله يتوحد فى مواجهة الخطر!. الإعلام كله همه الأوحد توحيد الرأى العام على حتمية التصدى للخطر!. الإعلام يفعل ذلك.. لأنه بكل اختلافات الرأى التى فيه.. يجمعه وطن ويتوحد لأجل الوطن.. لأن الخطر لو تمكن لا قدر الله من الوطن.. لن يبقى إعلام ولا غير إعلام!. إذا اتفقنا على ما سبق لابد أن نفهم ونتفهم ونتفق على حتمية اختلافنا كمصريين فى الرأى!. نتفق على أن الاختلاف ظاهرة صحية وسُنَّة كونية أرادها الله للإنسان الذى خُلِق ليختلف ولا عجب إذا البشر لم يتفق على الإطلاق والشىء الوحيد الذى اتفقت البشرية عليه هو الموت.. اتفقوا عليه واتفقوا على نسيانه!. الاختلاف فى الآراء إذا ما صلحت النوايا هو أعظم نعمة لأنه يقودنا للأفضل ولأنه يحتضن أبناء الوطن ولأنه «يُفجِّرْ طاقات الفكر والإبداع»!. تختلف آراؤنا وتتجدد آراء الإعلام.. لكن!. الوطن يجمعنا والوطنية فى صدورنا وقلوبنا وعقولنا وكل نقطة دم تجرى فى أجسادنا!. تختلف الآراء والأفكار.. لكنها جميعًا منصهرة فى حب الوطن ومعجونة بالوطنية!. السؤال الذى يجب أن يأتى هنا: متى يستشعر الإعلام أن الوطن فى خطر؟. تلك هى الحدوتة ومربط الفرس فى قضيتنا!. ليه؟. لأن مصر تتعرض فعلًا لأشرس حرب.. وشراستها وخطورتها وقسوتها.. أنها حرب جديدة بل هى اختراع حديث أظنه فى أول تطبيق له على الأرض!. إنها حرب أفكار!. كلام فى كلام.. مسموع.. مقروء.. مرئى.. المهم أنه موجود.. لكنك لا تستطيع الإمساك بالأفكار والكلام.. لأنه شكلًا ومضمونًا يتغير تلقائيًا!. تجده فى قلب شائعة!. موجود فى كِذبة!. قابع على أنفاس كل حدث رأى عام!. فى الصدارة.. صدارة كل فتنة!. البعض تحدث عن هذه الحرب بأنها من حروب الجيل الرابع والخامس!. مسميات ظهرت واختفت والمصريون ينظرون لها بعين الشك وعدم التصديق!. لماذا؟!. لأن سِلوْ بلدنا.. إذا أردت القضاء على شىء.. ارفعه شعارًا وكرره مرارًا!. هذا ما حدث مع حروب الجيل الرابع والخامس إلى آخره!. كلام كثير عنها.. والناس لا يعرفون هل ما يقال صحيح أم تبرير أم مزايدات؟. المصريون يسمعون أنهم يتعرضون لحرب جديدة اسمها الجيل الرابع والجيل الخامس!. المصريون يسمعون أنها حرب قائمة على الأفكار والكلام والشائعات!. المصريون يسمعون ذلك فيهتمون به.. وينتظرون رد فعل الحكومة تجاه هذه الحرب.. يجدونها بلا فعل ولا رد فعل ولا أى حاجة!. يصدمهم أن الحرب المعلن عنها حرب كلام وأفكار والحكومة ليس بين وزرائها المختص بذلك.. لأننا ألغينا وزارة الإعلام ولا أدرى من الذى أفهم الحكومة أن وجودها «ينقض الوضوء»!. حكومة بل دولة بلا وزير إعلام.. يُعْلِم الداخل والخارج بالحقيقة.. فى مواجهة حرب هى قائمة على الكلام والتضليل والكذب واللعب فى العقول.. من الآخر.. هى حرب سلاحها الأهم «الإعلام».. لأن الإعلام هو أسرع وأكفأ وسيلة لنقل وترويج الأفكار.. سليمة كانت أو شائعات وفتنًا وكراهية!. المصريون وجدوا حكومتهم.. مثلهم.. لا حول لها ولا قوة.. فى مواجهة حرب الأفكار التى تجتاحهم كالسيل!. المصريون يعيشون فى قلب هذه الحالة الآن!. الإعلام بات جزءًا من الحرب.. لأن الإعلام تمسك بحتمية الاختلاف الذى تحول إلى خلاف.. وفى نفس الوقت وبنفس القوة الإعلام أغفل حتمية الوطن يجمعنا!. أصبح الإعلام اختلافًا تحول إلى خلاف.. لم يعد هناك وطن يجمع الإعلام.. وعندما لا يجتمع ويتوحد الإعلام على الوطن.. صعب أن يُوحِّدْ الإعلام الرأى العام على هدف!. اقرأوا معى هذه الرسالة. الأستاذ إبراهيم حجازى: اسمح لى أن أتنفس هواءً نظيفًا من خلال نافذتكم الموقرة وأن أعرض هذه الرسالة التليغرافية نظرًا لصعوبة وقسوة المرحلة وتغييب الوعى العام الذى أدى إلى خمول النخوة الوطنية: 1 لابد أن نعمل جميعًا من أجل ترسيخ التعريفات والمصطلحات القومية التى توحد المفاهيم وتحكم سير الحياة وأولها «الوطنية» و«الخيانة» فكل من يعيش على أرض مصر الطيبة هو مواطن استخلفه الجلال الأعلى ليعمرها بالكد والسعى وهى تمثل له الشرف والعِرضْ وكل من يعمل ضد مبدأ العمارة ويسعى إلى التخريب ليس بمواطن بل ليس إنسانًا بالمرة. متى نتفق على ميثاق للشرف الوطنى نطبعه فى أذهاننا دون كتابته على الأوراق. 2 قال وزير الإعلام الألمانى فى عهد هتلر: «أعطنى إعلامًا بلا ضمير أعطيك شعبًا بلا وعى» والسواد الأعظم من إعلامنا يصنع عمالقة من أقزام خونة بإعادة ترديد عوائهم على وسائل التنافر الاجتماعى.. هل هانت مصر عليكم إلى هذا الحد حتى تصوروها بهذا الحجم؟ إن وسيلة إعلام مسموعة وأخرى مقروءة صنع منها جوبلز المارد النازى فما بالنا بفيضان الوسائل الشيطانية الإعلامية الحديثة لإسقاط السواد الفكرى فى اللاوعى لشرائح ليست بالقليلة من إخواننا وأخواتنا وأبنائنا. لقد كانوا ينفقون ملايين الدولارات على الجواسيس لتزويدهم بتقارير عن الرأى العام فى الدول المستهدفة أصبحنا اليوم نقدمها لهم «دليفرى» وعلى حسابنا بالكامل. هل لنا أن نجلس فرسان الإعلام على مائدة مستديرة ليضعوا الخطط والبرامج التى ترسخ الانتماء وترفع مستوى الوعى الوطنى وتحض على زيادة الانتاج بما يخدم هذه المرحلة الحرجة فى تاريخ مصر وندع الآن النظر إلى الخلف واستعراض عيوب الماضى وأقول لجهابذة التحليل وفلاسفة النقد وجلد الظهور حنانيكم نحن نريد روشتة سريعة للعلاج الفورى ودفع هذا الوطن للأمام ودون ذلك «فصمتكم من ذهب» وكفانا هذا «الترامادول الإعلامى». 3 قال أحد المفكرين: «إن السياسة هى فن الإنتاج وقد وجدت من أجل الاقتصاد وليس العكس». وقال آخر: «إن إعمال القانون حتى ولو كان جائرًا يساعد على تقويم الأخلاق وعدم الفوضى» ومع الأخلاق تزدهر ثقافة الشعوب ويكون التنوير الذى يضىء المساحات المظلمة فى العقل الجمعى للوطن. 4 تعريف الدولة الرخوة أنها الدولة التى يكثر فيها عدد القضايا المتداولة والبطء فى البت فيها مع ضعف قدرة الدولة على تنفيذ الأحكام، رسالة موجهة إلى مجلس النواب المحترم والحكومة الموقرة. 5 تبرع «بيل جيتس» صاحب شركة مايكروسوفت والملياردير الأمريكى المعجزة بمعظم ثروته فى أعمال الخير داخل بلاده وخارجها وخصص لكل ابن من ابنائه «مليون دولار» فقط وعلمهم «أن تعطى الآخر خيرًا من أن تعطى لنفسك». هل نتبنى مبادرة المهندس الفنان محمد ثروت بأن يقرض للدولة كل مليونير تزيد ثروته على عشرة ملايين جنيه مبلغ مليون جنيه «قرضًا حسنًا» بلا فوائد مع فترة سماح خمس سنوات وتتعهد الدولة وليس الرئيس أو الحكومة بالسداد على خمس سنوات تالية، إذا كنا جادين بحق فليبدأ أصحاب الأقلام والميكروفونات والشاشات فى السعى لتحقيق ذلك منذ اللحظة. 6 هل يعلم أبناؤنا العاملون بالخارج أن أموالهم بالعملات الأجنبية المحولة إلى ذويهم فى مصر خارج القنوات الشرعية «مهما تكن المغريات» تتحول إلى أسلحة وذخائر توجه إلى صدر الوطن أو إلى وسيلة هدم للاقتصاد القومى. هل آن لنا أن نقف كالبنيان المرصوص أمام فيضان التغريب وتجزئة المجتمع ومحاولات تشويه الرموز واللعب على حضارتنا وثقافتنا (سأل صديق حفيده فى مرحلة الحضانة بإحدى المدارس الخاصة: ماذا تحفظ من القرآن؟ أجابه بأنه يحفظ «سورة Elephant»). هل تصل هذه الرسالة إلى النُكْبَة (معذرة لأن عندى مشكلة فى قراءة حرف ال خ) فى مجتمعنا. أيها السادة دعونا نهجر «حرف السين» فى الوقت الراهن ونعمل بجد فى قفزة قومية من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير كل فى مجاله وتخصصه للنهوض بهذا الوطن فلا بديل أمامنا إلا أن ننتصر ولندع جرذان الموائد المشبوهة وخفافيش الظلام فى الداخل قبل الخارج الذين قال فيهم الجلال الأعلى «ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون».. ونذكر أنفسنا دائمًا بقوله تعالى «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كيميائى/ ربيع نعمان انتهت الرسالة التى هى قراءة صريحة واضحة مباشرة لما نحن فيه من بعد 25 يناير 2011 والذى فيه نحن من خمس سنوات.. نتائج محسوبة ومدروسة لمشروعات بدأ تنفيذها من سنوات أبعد.. بعضها يصل إلى أواخر تسعينيات القرن الماضى.. ونعيش حاليًا نتائجها وبمعنى أقرب زراعات تم غرس شتلاتها أو بذر بذورها فى الأرض.. وحصلت على أعلى معدلات الرعاية طوال هذه السنين التى فيها كَبُرَت الشتلات وضربت جذورها فى الأرض الممهدة المجهزة لنموها وحدها والمُدعَمة بالأحدث من الأسمدة!. الزراعات.. المحظية برعاية أجنبية وتمويل هائل من دويلة محسوبة علينا عربية.. هذه الزراعات طرحت وأثمرت وبشائرها ظهرت بعد 25 يناير.. بداية موسم الحصاد الذى تصادف وكان فى عدة دول عربية.. «شوفوا» الصُدَفْ!. خمس سنوات وزراعات الفوضى الخلاقة «تنضح» بمحاصيلها الخبيثة وثمارها المعطوبة!. بذور العمالة والخيانة منتقاة!. شتلات الكراهية والفتنة والشائعات من أفضل «المشاتل» المخابراتية لدول عديدة لا دولة واحدة!. نحن حصدنا ونحصد محاصيل الفوضى الخلاقة التى بشرتنا بها كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة فى 2006.. هى أعلنت ذلك ولم نصدقها وقتها وعندما هبت الفوضى على مصر.. وجدت مصريين من بيننا يقودونها ويروجون لها ويدافعون عنها.. وجدت من عرفناهم وقتها بالنخبة وأغلبها أسماء ظهرت فجأة وبقوة تصدرت المشهد «وببجاسة» رهيبة يقودون الرأى العام إلى ما هو مطلوب.. والمطلوب إسقاط دولة وليس إسقاط نظام.. لأن النظام فعلاً سقط لكنهم مستمرون.. وهذا ما رأيناه على الأرض بعد رحيل نظام مبارك والإصرار على استمرار الفوضى واستمرار العنف واستمرار الحرق والنهب.. لنرى محمد محمود واحد ومحمد محمود اثنين وحرق المجمع العلمى وماسبيرو.. وأذكر أن أحداث ماسبيرو كانت خطة شيطانية لحرق مصر تمامًا وإسقاط مصر للأبد وقت ذكرى حرب أكتوبر 1973!. خطة الشيطان مظاهرة قبطية تخرج من شبرا تجاه ماسبيرو.. خرجت بالفعل وأهالينا الذين خرجوا ليس فى ذهنهم أى شىء.. خرجوا ولماذا لا يخرجون.. والإخوان ومشتقاتهم.. على مدار اليوم وكل يوم استعراض للقوة فى الشارع!. خرج أهالينا الأقباط من شبرا وما إن وصلوا ماسبيرو.. الاسم مظاهرة قبطية والفعل الموجود على الأرض.. «حاجة تانية» أفواج لا علاقة لهم بالموضوع.. أصبحوا هم أصل المظاهرة!. الشيطان الذى خطط.. الجزء الثانى من خطته مظاهرة لمشتقات الإخوان الإسلامية تخرج من إمبابة متجهة إلى ماسبيرو!. قوة إسلامية غرب النيل وقوة قبطية شكلًا فى شرق النيل.. والمسألة مسألة وقت ويتم الصدام الذى سيتم استثماره بأقذر مما نتصور!. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. صدق الله العظيم. أرادوا لمصر الشر ومصر فى مَعيَّة الله إلى يوم الدين!. المخطط أن تحدث المواجهة أمام ماسبيرو!. المهم أن تظهر فى الصور التى وسائل إعلام الغرب جاهزة لها.. يظهر المصريون وهم فى صدام طائفى!. مطلوب هذه اللقطة فقط.. وشكرًا. الصدام معناه الفتنة الطائفية نجحت.. ونجاحها معناه نهاية مصر!. نِسوا أن مصر مُحَصَّنة بإذن ربها ضد الفتنة الطائفية لذلك..!. لم تكتمل الخطة.. ومظاهرة إمبابة الإسلامية عادت.. وعودتها أفشلت المخطط الذى كاد ينجح فيما لو وصلت مظاهرة إمبابة إلى حيث تقف مظاهرة شبرا عند ماسبيرو!. هذا الوصول لو حدث والصدام وقع.. كانت مئات بل آلاف الصور والفيديوهات المفبركة جاهزة لبثها على مواقع التواصل الاجتماعى!. صور وفيديوهات لحرائق لم تحدث لمساجد وكنائس.. والمسألة سهلة فى عالم «الفوتوشوب»!. رموز دينية سنرى صورًا لها وهى غارقة فى دمائها.. وكله جزء من الخطة.. وأترك لحضراتكم تخيل الأمر وأنت فى بيتك فى أى مدينة فى أى محافظة.. ورأيت رمزًا دينيا لك مذبوحًا ومسجدًا أو كنيسة تحترق.. المؤكد أنه لن يكون هناك من الأصل عقل لأجل أن نتكلم عن صوت العقل!. المؤكد أنه ما من مكان على أرض مصر إلا والفتنة حرقت فيه أبناء مصر!. الكل ينتقم.. الجار مع جاره والصديق وصديقه والشريك وشريكه!. نجت مصر من أخطر ما خططت له أجهزة مخابرات دول كثيرة!. تخطت مصر أخطر مرحلة ولم يحدث ما كانوا يريدونه.. صدام الجيش مع الشعب!. بعد فضل الله.. سيذكر التاريخ يومًا الدور الذى قام به المشير طنطاوى.. الذى كان يعلم المخطط لاستدراج الجيش لمواجهة الشعب!. المشير طنطاوى بخبرته وفطنته أنقذ مصر من الحرب الأهلية التى يريد الكل إشعالها.. لعلمه أن إسقاط مصر هو الهدف ومصر تسقط لا قدر الله.. فيما لو نجح المخطط ووقع الصدام بين المصريين!. مصممون هم للآن فى الخارج وأتباعهم فى الداخل على إسقاط الدولة.. لكنها بمشيئة الله وبالمصريين.. أنا وأنت وهى وهو.. مصر لن تسقط.. وليذهب كل خائن للجحيم! لمزيد من مقالات ابراهيم حجازى