أعرب رئيس الوزراء اليمنى أحمد عبيد بن دغر عن تقديره لدعم مصر لليمن سياسيا وإعلاميا. وقال خلال لقائه مع عدد من الصحفيين ورؤساء التحرير المصريين مساء أمس الأول قبيل مغادرته القاهرة، إن مصر هى قلب الأمة ودورها كبير ومؤثر فى دعم قضايا اليمن فى جميع المحافل الدولية والإقليمية، وأعرب عن تقديره لدعم مصر لليمن سياسيا وإعلاميا. وقال، نحن راضون عن الدور المصرى، وننسق يوميا معها، وحصلنا على دعم مصر على المستوى الإقليمى والدولى، عبر مندوب مصر فى الأممالمتحدة، وهى الآن عضو بمجلس الأمن، وتتصدى بقوة لكل قضايانا. وأضاف، زيارتنا للقاهرة مكسب وفى لقاءاتنا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الخارجية سامح شكرى كان هناك تطور كبير فى مضامين التعاون على الصعيد السياسى للحفاظ على أمن الوطن العربى والأمن القومى المصرى، وهذه المسائل تحدثنا فيها بوضوح، وقد أكد لنا الرئيس السيسى ثبات الموقف المصرى تجاه الأزمة اليمنية، وأن مصر مع الشرعية واستعادة الجمهورية وضد الانقلاب. وأضاف بن دغر، قلنا للرئيس السيسى إننا فى ظروف صعبة، وإن اليمنيين منذ مئات السنين لايعرفون إلا مصر يسافرون إليها ويتعلمون ويعالجون بها، وأن هناك علاقات تاريخية طويلة وعميقة فى التاريخ القديم والحديث، وهناك مصالح مشتركة وأمن مشترك، وهناك حاجة لكى نحمى بعضنا البعض وهذا ما نفعله الآن، والرئيس السيسى يدرك هذه الأمور جيدا، والقيادة المصرية فى مستوى التحديات التى تمر بها المنطقة العربية، وقد وعد الرئيس السيسى بالنظر فيما يتعلق بتسهيل إجراءات التأشيرات والإقامات وعلاج الجرحى والرسوم الدراسية، وأبدت مصر رغبتها فى مساعدة اليمن ببعض الأدوية التى تحتاجها المستشفيات اليمنية بصورة عاجلة، وسيزور وزير الداخلية اليمنى مصر فى الأيام القليلة القادمة من أجل ترتيبات جديدة تخفف عن اليمنيين بعض الاجراءات، وهناك لجنة تم الاتفاق عليها ، سترأسها وزيرة الهجرة نبيلة مكرم ومن اليمن يرأسها وزير المغتربين للنظر فى هذه الأمور المطروحة. ونحن ممتنون جدا للمواقف المصرية. وأعرب عن أمله أن تساهم الخبرات والشركات المصرية فى إعادة إعمار اليمن. وعن مصير الوحدة اليمنية، أكد أنها قضية شائكة لايمكن الحديث عنها ببساطة، مشيرا إلى وجود مجموعات فى المحافظات الجنوبية بعضها يرفض الوحدة كلية، والبعض الآخر يقبل الوحدة ولكن لايقبل الظلم، ونحن فى مؤتمر الحوار الوطنى أكدنا أن اليمن أرض واحدة وشعب واحد، ولكن المظالم فى المحافظات الجنوبية يجب أن تصحح ، وأن ما ارتكب تجاه أهلنا فى عدن ولحج وشبوة وأبين وحضرموت لابد أن ينتهى، ووصلنا بعد مباحثات لمدة عشرة شهور وبعد الاستعانة بخبراء وأكاديميين إلى أن الحالة فى اليمن بها قدر كبير من الوحدة والتنوع ولابد أن يتم احترامهما معا ولابد من صياغة جديدة فيما يتعلق بالنظام السياسى المرجو على أساس الجمهورية الاتحادية، بمعنى أن مركز السلطة المتحكم لن يكون فى صنعاء وحدها، وسيكون هناك إمكانية لتوزيع السلطة والثروة بصورة عادلة، حاولنا قدر الإمكان أن نقيم قواعد قانونية ودستورية ثابتة فى هذا الشأن وأن نعمق فكرة الدولة الاتحادية، وفى نفس الوقت حافظنا على وحدة البلد، لن تتغير العاصمة مثلا ولا أحد سيغير تسمية اليمن ولن تستبدل الهوية بأخرى ، والحراك الجنوبى يدعو لانفصال الجنوب، ومفهوم الجنوب فى حد ذاتها إشكالية لا تعبر عن شىء، ومن حضر من أبناء الجنوب مؤتمر الحوار أقروا بالوحدة، لكن بضرورة صياغتها من جديد، وانا أتفق مع الكثيرين بأن الوحدة التى قامت فى التسعينات لم تعد قائمة اليوم ، وما سنعمل على تحقيقه فى الأيام القادمة دولة اتحادية من 6 أقاليم. وأنا ارى ان العودة للإقليمين هو عودة مرة أخرى للتشطير ، و3 أقاليم ستكون دولة مذهبية وطائفية ، و4 أقاليم ستكون غير عادلة للمحافظات الشمالية التى تحوى 75% من السكان، الهدف أن تصل السلطة والثروة إلى الناس مباشرة، وتم الاتفاق على إقليمين فى الجنوب و4 فى الشمال وهذا هو تناسق بين الجغرافيا والسكان وتناسب منطقى وتاريخى. وعن المعاناة الإنسانية اليمنية قال رئيس الوزراء اليمنى، فى الواقع بدأت الحرب بسيطرة الحوثيين على صنعاء والاستيلاء على السلاح واستخدامه ضد الشعب اليمنى ونأمل أن تكون الصورة واضحة للشعب المصرى وللشعوب العربية وللعالم أجمع، هناك مغالطة تقودها إيران ووسائل إعلام أخرى مؤيدة لها فى أوروبا ضد الشعب اليمنى، وتحاول باستمرار تجيير بعض الاخطاء التى تحدث هنا وهناك لصالح مشروع الحوثيين الانقلابى على الدولة والشرعية. كل الحروب تحدث فيها مشكلات وفيها جوانب إنسانية وأخطاء، لكن القضية الكبيرة ان هناك خطا كبيرا يقع على الشعب اليمنى بدأ بالانقلاب على الدولة وعلى الشرعية. وأكد بن دغر أن الوضع السياسى والعسكرى سيتغير فى الأيام المقبلة، وأن القوات اليمنية ستصل إلى العاصمة صنعاء قريبا. نحن نتقدم فى جميع المحافظات، و نقاتل على جبهتين، جبهة الحوثيين الذين اغتصبوا السلطة، وعلى جبهة القاعدة وداعش، هل هى مصادفة ان الحوثيين يقتلون فى رجال الدولة وأن القاعدة تقتل فى رجال الدولة أيضا، ولم تقتل رجلا واحدا من الحوثيين، هل هى مصادفة ، أبدا ليست مصادفة هناك مصالح مشتركة. وردا على سؤال ل«الأهرام» قال إن الحوثيين والقاعدة وداعش يلتقون ويتفقون على هدف واحد هو هدم الدولة اليمنية، فالحوثيون لايقبلون الجمهورية ومن ولا الوحدة، التى لا تتحقق إلا فى ظل نظام جمهورى،ويريدون تدمير الدولة والجمهورية، ومن ناحية أخرى فإن الحركات الغاشمة الإرهابية العنيفة لا تقيم وزنا لشىء، ويلتقى الإثنان على هدف واحد هو إسقاط الدولة. وعن إيران قال، إنها تصفى حساباتها مع العرب كلهم ووجدت الظروف مهيأة فى اليمن والعراق فدست انفها، والعراق الآن يتمزق بسبب التدخلات الايرانية، فى كل الاحوال حيثما توجد صراعات طائفية ابحثوا عن إيران ستجدونها موجودة، ويجب على العرب التنبه لهذا الخطر وحماية أمنهم واستقرارهم . وأوضح: نحن موجودون فى عدن وجئنا منها، لكن الإعلام لايلتفت لوجودنا فى عدن، السكان ليس مع الحوثيين وجزء كبير من المحافظات الشمالية يقاتلون الحوثيين، وجزء كبير من ابناء المذهب الزيدى انتبهوا غلى خطورة مشروع الحوثيين،