في مذكراته المهمة يتحدث الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية الأسبق عن حرب يونيو 1967 ويري أنها لم تكن هزيمة ولا كانت نكسة بل أنه يعتبر أن الذين حاولوا تخفيف كلمة هزيمة بإطلاق تعبير النكسة. كانوا أيضا مبالغين في تقديرهم لما حدث, والذي لا يعدو من وجهة نظره أن يكون مجرد خسارة مؤقتة لمعركة متصلة. ويقول الفريق فوزي بالحرف الواحد: لقد أطلقت صفة النكسة علي معركة عام 1967 وهو وصف مبالغ فيه فما هي إلا معركة خاسرة وقتيا لم يتسبب عن نتائجها استسلام أو نهاية للصراع العربي- الإسرائيلي بل أعقبها مباشرة مواصلة القتال الذي استمر ثلاث سنوات متصلة. وعندما يلخص حرب الاستنزاف يقول فوزي: وانتهت حرب الثلاث سنوات يوم 8 أغسطس عام 1970 بمكاسب سياسية لمصر كما أن القوات المسلحة أصبحت بفضلها قادرة علي تنفيذ خطة تحرير سيناء بالقوة. لكن الذي يلفت النظر ويحظي بالإعجاب والتقدير في مذكرات الفريق فوزي أنه عندما تحدث عن الأيام الصعبة بعد هزيمة يونيو 1967 لم يتكلم عن دوره فقط كقائد عام للقوات المسلحة, وإنما تكلم بكل الإنصاف عن رجلين عظيمين كان لهما معظم الفضل في إعادة تجميع وتنظيم القوات بعد مهزلة الانسحاب غير المنظم والإسراع ببناء أول خط دفاعي غرب القناة في غضون أسابيع قليلة. لقد أفاض فوزي في ذكر الأعمال العظيمة التي قام بها الرجلان العظيمان الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة آنذاكواللواء أحمد إسماعيل علي الذي تولي قيادة الجبهة علي امتداد القناة بعد النكسة مباشرة, والذي شاءت الأقدار أن يكون هو قائد القوات المسلحة يوم 6 أكتوبر 1973 رغم أنه كان قد تم إبعاده عن الجيش وإحالته للتقاعد عام 1969 بسبب عملية عسكرية تليفزيونية قامت بها إسرائيل قرب نقطة حدود الزعفرانة التي تقع جنوبالسويس بمسافة 100 كيلو متر بمحاذاة الشاطئ الغربي للبحر الأحمر عند نقطة الالتقاء مع خليج السويس. وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: قمة القناعة في كبح جماح الشهوة والرغبة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله