اسم مريم القادم من اللغة العبرية يعني «المرارة»، وهو من الأسماء واسعة الانتشار في المجتمع اليهودي القديم، والمجتمعات المسيحية والإسلامية الحالية. ولا تروي الأناجيل أو أي كتابات رسمية عن طفولة «العذراء مريم»، أو حياتها قبل البشارة بميلاد «السيد المسيح»، لكن هناك العديد من كتب التقاليد التي تناولت الحياة المبكرة لها. وبحسب الرواية في التقليد القبطي، فإن والدي العذراء كانا متقدمين في السن ولا أولاد لهما، ونذرت الأم إن هي حملت بطفل أن تهبه للهيكل، وهذا ما حدث، فعندما ولُدت العذراء مريم قدمتها والدتها للخدمة في «هيكل سليمان» وعمرها ثلاث سنوات. ووفق العقيدة المسيحية، فإن العذراء مريم كانت مخطوبة ليوسف النجار، عندما بشرها «الملاك جبرائيل» بحملها ب «يسوع المسيح»، والكثير من كتابات التقليد تتكلم عن حياتها المبكرة، وحتي بداية الدعوة العلنية للسيد المسيح، وقُبلت هذه الكتابات بنسب متفاوتة كعقائد لدي الطوائف المسيحية المختلفة. والكثير من المراجع تتحدث عن السيدة العذراء وفضائلها وسلوكها، وأغدقت عليها الكنيسة عدداً كبيراً من الألقاب في إطار تكريمها، وإقامة الأعياد والتذكارات السنوية وبناء الكنائس والمزارات علي اسمها. وللسيدة العذراء مريم مكانة متميزة في الكنيسة القبطية ويتضح ذلك من خلال عدة مظاهر، مثل ذكرها الدائم في جميع الصلوات والطقوس المسيحية، وعلي رأسها القداس الإلهي وفي الصلوات اليومية المعتادة، وتُنظم، وتُنشَد لها المدائح والترانيم، بجانب رسم الأيقونات وعمل التماثيل التي توضع في جميع الكنائس وبيوت كثير من المسيحيين، وكانت الكنائس في بداية دخول المسيحية مصر تسمي علي اسم السيدة العذراء ويمكن اضافه أحد القديسين معها. كما يقام العديد من الأعياد والتذكارات علي مدار السنة الطقسية القبطية، ويوجد صوم يحمل اسم السيده العذراء، وهو الصوم الذي يسبق «عيد إصعاد جسدها» ومدته خمسة عشر يوما، من 8 أغسطس إلي 22 أغسطس، من كل عام. ونظرا للمكانة الكبيرة التي تحوزها السيدة العذراء في قلوب الأقباط، فهي القديسة الوحيدة في الكنيسة التي يُعيَّد لها بسبعة أعياد في السنة هي: 1 عيد البشارة بميلادها يوم 7 مسري. 2 عيد ميلادها في 1 بشنس. 3 عيد دخولها طفلة إلي الهيكل في 3 كيهك . 4 عيد دخولها إلي أرض مصر في 24 بشنس. 5 عيد نياحتها (وفاتها) في 21 طوبة. 6 عيد تكريس أول كنيسة باسمها في 21 بؤونة، ويُعرف أيضا ب «عيد العذراء حالة الحديد». 7 عيد صعود جسدها في 16 مسري والذي يُحتفل به في نهاية الصوم المريمي. إضافة إلي عيد ظهورها فوق قباب كنيسة الزيتون في 24 برمهات (2 أبريل). وتذكاراً شهرياً لها يوم 21 من كل شهر قبطي. ويطلق الكثير من المسيحيين علي أولادهم اسم «مريم» أو مشتقاته تكريماً لها وتوقيراً لمنزلتها، كما يُطلق الأقباط علي السيدة العذراء العديد من الألقاب فهي «أم النور، وأم النعمة، والطاهرة العفيفة، والسماء الثانية، والشفيعة الأمينة»، وغيرها من أسماء وألقاب ترتبط بمفاهيم لاهوتية أو رمزية.