أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن أمله فى أن يتجاوز الشعب التركى تحت قيادة أردوغان آثار محاولة الانقلاب الفاشلة، مؤكدا استعداد بلاده لاستعادة ما سبق وحددا ملامحه حول التعاون مع تركيا فى مختلف المجالات، وذلك فى أول لقاء له مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان منذ تدهور العلاقات الروسية التركية فى أعقاب كارثة إسقاط القاذفة الروسية فى نوفمبر الماضي. وقال بوتين، فى مستهل لقائه مع أردوغان فى سان بطرسبرج، إنه يقدر وصول الرئيس التركى فى فترة تشهد تطورات عاصفة فى تركيا، وهو ما يؤكد الرغبة المشتركة فى استئناف الحوار والعلاقات بين البلدين ما يخدم مصالح شعبيهما. وأشار إلى أنه كان من أوائل الذين اتصلوا بأردوغان فى اعقاب الانقلاب تعبيرا عن دعم جهوده من أجل تجاوز الأزمة السياسية الداخلية، وتأكيدا للموقف الروسى المناهض لأى أفعال غير شرعية منافية للدستور. ومن جانبه، تقدم الرئيس التركى بشكره إلى نظيره الروسى على دعمه ومكالمته الهاتفية، إلى جانب اتاحته لفرصة إجراء هذا اللقاء رغم اتفاقهما حول اللقاء على هامش قمة العشرين المقبلة، فيما اكد رغبة بلاده فى استعادة مستوى العلاقات بين البلدين إلى ماكانت عليه قبل كارثة إسقاط الطائرة الروسية. وكان أردوغان قد دعا مواطنيه إلى البقاء بالميادين حتى عودته من روسيا اليوم الأربعاء، ووصف زيارته إلى سان بطرسبرج بأنها ستكون «ميلاد جديد» للعلاقات بين البلدين، وبأنها انطلاقة من الصفر. وأضاف أنه «مرت على حادثة إسقاط الطائرة التى أسقطتها تركيا 8 أشهر، رغم ذلك استمرت علاقاتنا فى العديد من المجالات خلال تلك الفترة، لكن كانت لدينا أهداف لرفع حجم التبادل الاقتصادى إلى 100 مليار دولار أمريكي»، مشيرا إلى تعثر بعض المشروعات الضخمة منها محطة «آق كويو» للطاقة النووية بتركيا، بسبب توتر العلاقات بين البلدين». جاء ذلك فى الوقت الذى ثمنت فيه أنقرة موقف موسكو الذى أبدى مساندته لأنقرة بعد الانقلاب.