اليوم تبدأ امتحانات الثانوية العامة وسط حالة الضباب السياسي التي ألقت بظلالها علي اولياء الأمور والطلاب بسبب الانفلات الأمني الذي يهدد الشارع المصري الآن. وإذا كانت وسائل الإعلام قد تبارت في طمأنة الرأي العام علي لسان المسئولين بوزارة التعليم بأن ثانوية هذا العام سوف تكون أكثر امانا بسبب تعاون القوات المسلحة والشرطة في تأمين لجان الامتحانات والابتعاد بها عن المناطق الملتهبة في العباسية والتحرير وميادين تجمع المظاهرات في مختلف المحافظات.. برغم تلك التطمينات فان شبح الخوف مازال يطارد الطلاب. وعلي الرغم من إعلان وزير التعليم عن مؤتمر صحفي مع نهاية كل يوم امتحان يناقش مسار اللجان ومجئ الاسئلة من داخل المنهج التزاما بالكتاب المدرسي فان مفاجأت اسئلة التفوق مازالت واردة بشرط ألا تزيد علي 15% من اسئلة كل مادة. واما ان تنتهي الامتحانات حتي تبدأ مخاوف التصحيح واساليبه واجواؤه واماكن وجود المصححين التي أمنتها الوزارة باستراحات مهيأة للمراقبين وصولا إلي شرم الشيخ بعد خروج الرئيس السابق منها مع اعادة توزيع القائمين بالتصحيح علي المحافظات والمدن الاقرب لمنازلهم للعمل علي راحتهم. ورغم تلك التسهيلات في ثانوية هذا العام فان المخاوف الكبري تتعلق بثانوية العام المقبل بعد تغير النظام إلي سنة واحدة بدلا من سنتين توفيرا للدروس الخصوصية حسب رغبة الاخوان التي تكلف الأسرة المصرية 7 مليارات جنيه في مقابل 115 مليونا تم تبديدها في طبع الكتب الدراسية وفقا للنظام القديم. ونحن لا نرفض النظام الجديد ولكن كنا نتمني دراسته بتأن بدلا من تطبيقه في ظروف استئنائية فيثبت فشله ونعود مرة أخري إلي مخاوف الثانوية العامة. [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل