ودعت مصر العالم الجليل أحمد زويل وقبل وصول جثمانه لأرض الوطن صلى عليه امس تلاميذه وزملاؤه صلاة الغائب داخل مدينة زويل العلمية. د.صلاح عبية الرئيس الأكاديمى للمدينة قال أن الراحل الكبير ارسى قواعد البحث العلمى فى مجالات جديدة ومختلفة ليصبح صرحا علميا وثقافيا كبيرا ليضع مصر على بداية التطور العلمى والأبحاث المتميزة بالمجالات المختلفة وقد كان يحلم زويل بافتتاح المدينة الجديدة التى تعد الركيزة الأساسية للبحث العلمى . وهو من أفضل المبانى الهندسية وتم تنفيذ أكثر من 80% منها وسيتم افتتاحها العام القادم. وأكد د صلاح أن حلم د. زويل كان حضور تخريج أول دفعة من الجامعة التى ستتخرج عام2017 وقررت الجامعة اطلاق اسم الراحل زويل على خريجى هذه الدفعة ايمانا بفضله الكبير فى انشاء هذه الجامعة المتميزة التى ستكون علامة مميزة للبحث العلمى وربطها بالواقع لتحل المشكلات المجتمعية التى تواجه مجتمعنا . عبر د.إبراهيم الشربينى مدير مركز أبحاث علوم المواد بمدينة زويل عن بالغ حزنه لفقدان قيمة علمية كبيرة مثل الدكتور أحمد زويل، وقال، لقد كان يفكر فى مصلحة بلده لآخر لحظة فى حياته، فكان كل ما يشغله كيف ينجح هذا المشروع وينهض علميا بمصر، وكان دائم التردد على المدينة على الرغم من كبر سنه ومقامه وظروفه الصحية، ولم يحصل من التبرعات التى كانت تأتى للمدينة على أى راتب. د سامح على المدير المؤسس لمركز دراسات الشيخوخة بمدينة زويل وأستاذ الفيزياء الحيوية أن العالم المصرى الكبير كان من أعظم الشخصيات التى عرفتها فى حياتى بما يملك من مواصفات انسانية وشخصية مثل التركيز والمثابرة لتحقيق أهدافه وكانت أحلامه للوطن كبيرة فرغم تكريمه فى كل دول العالم وحصوله على أكثر من 50 دكتوراه فخرية من جميع الجامعات العالمية الا أن حلمه الأول والكبير هو انشاء مدينة زويل العلمية . وقد استطاع أن يجتذب كثيرا من علمائنا من الخارج للعمل فى هذه المدينة من اجل انشاء جيل محب للبحث العلمى وقادر على أن يحقق انجازات علمية كبيرة . عالما عظيما ورجلا محبا لوطنه، هكذا عبرت د. نجوى البدرى رئيس مركز التميز لابحاث الخلايا الجذعية بجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا، عن رحيل الدكتور احمد زويل والذى يمثل خسارة فادحة للعلم والانسانية. فقد كان رجلا عظيما صاحب مشروعا صادقا أراد به رفع قيمة البحث العلمى وخدمة بلده وعانى فى سبيل تحقيقه الكثير. وتصف الجانب الانسانى للدكتور زويل والذى يمتاز بالقدرة الهائلة على العطاء لتلاميذ ومن يعملون به، ايضا لديه رصيد كبير من التفائل والايجابية فى أصعب المراحل التى كان يعيشها فى حياته الشخصية أوالعملية والتى جعلت منه العالم العربى الوحيد الذى يحصل على نوبل فى العلم. وهو ما ظهر أيضا جليا فى تعامله مع مرضه والذى تعامل معه بقوة وعلى الرغم معاناته إلا أنه كان دائما ما يملك قوة خارقة لمواجهة هذه الالام والاحباطات. ولعل الشىء الأشد إيلاما لتلاميذه والمحيطين به هو المفاجأة بخبر الوفاة على الرغم من ان حالته الصحية لم تكن بشكل سيئ أو خطيرة خلال الفترة الأخيرة. يقول شريف فؤاد المتحدث الرسمى باسم مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا أنه على الرغم من إحساسنا العميق بالألم والحزن لفراق قيمة وقامة علمية كبيرة قلما جاد الزمان بمثله كالدكتور زويل ، إلا ان المدينة ستظل منارة ونبراساً مضيئاً للنهوض بالبحث العلمى فى مصر ، لاسيما ان هذا الكيان العملاق يمثل بداية الانطلاق الحقيقى لاستكمال مسيرة التعليم المتميز وقاطرة واعدة للبحث العلمى فى مصر . ومن الطلاب الذين أتيحت لهم فرصة البحث فى المدينة العلمية د. عمر أحمد خالد مساعد باحث فى مجال العلاج البكتريوفيج الذى أكد أنه فى هذه المدينة استطاع د. زويل زراعة البذور الأولى للأبحاث العلمية المتميزة من خلال أحدث الأجهزة والمعامل التى تساعدنا فى انتاج بحث علمى بالاضافة أن مناخ البحث العلمى وعلاقة الطالب بأستاذه. وتقول أية عمارة – طالبة بهندسة النانو تكنولوجى ان التحاقها بجامعة زويل حلم طالما ارادت ان يتحقق حيث يوفر للطلاب الفرصة لإجراء التجارب البحثية الحية وتدريبهم بشكل عملى على غرار الجامعات الدولية ، مما يهيئ الفرصة لهم لإخراج طاقاتهم وإبداعهم طوال فترة الدراسة خاصة فى مجال تكنولوجيا النانو ، وتضيف ان الدكتور زويل كان داعما لهم طوال الوقت وكان يرتب لتوفير التبادل الطلابى مع الجامعات الخارجية.