تتباين مراسم الاحتفال بالزواج فى المملكة المغربية من منطقة إلى أخرى، فعادات الشرق تختلف عن عادات الشمال، والمدن القديمة كفاس ومراكش والرباط تختلف عن المدن الحديثة، لكن المناطق كلها تتشابه فى عادات وتقاليد الارتباط العائلى وما يليه من احتفاليات العُرس، والمنطقة الشرقية هى الأكثر تمسكا بالعادات الأصيلة. هناك خطوات شبه ثابتة فى العُرس المغربي، بدءا من الخطبة التى تبدأ بإبلاغ أسرة العروس بواسطة أحد المعارف المقربين بخبر قدوم أهل العريس، ويستعد أهل العروس بإعداد موائد الطعام، وخلال لقاء التعارف بين العائلتين يتم الاتفاق على تفاصيل الزواج، بعد قيام أهل الفتاة بالسؤال عن العريس. ومن شروط قبول العريس موافقة إخوة العروس الذكور، وعلى العريس تقديم الهدايا فى هذا اليوم، والسكر هدية أساسية لأنه رمز القبول أو الرفض، فإذا تمت الموافقة عليه يقبل أهل العروس السُكر، وفى حالة الرفض يعيدون إليه سكره. وعادة لا تكون فترة الخطبة طويلة، فهى تتراوح من ثلاثة أسابيع إلى عامين، والعريس يتكفل بكل لوازم الزوجية من منزل وتجهيزاته، والصداق وحفل العرس، إضافة للهدايا والمجوهرات. فى الماضى كانت الأعراس المغربية تستمر سبعة أيام، لكن الأجيال الجديدة اختصرتها إلى ثلاثة فقط، وفى حالات نادرة إلى ليلة واحدة. أول يوم من احتفالات العرس يُخصَّص لحمام العروس، وهو المغربى التقليدي، وترافقها قريباتها وصديقاتها، ويتم تحضيره بالبخور والورود وأعشاب معينة وأدوات الاستحمام من صابون. ثم تُزف العروس بالصلاة والسلام على رسول الله، وتُحمل الشموع داخل الحمام فى مشهد بهيج، وتعود بعدها العروس إلى بيتها، وتستقبلها النسوة الموجودات بالمنزل ليقدمن لها الحليب البارد والتمر ليستمر الفرح لساعات طويلة. ويخصص اليوم الثانى للحِناء، وهى من العادات الإسلامية الأصيلة فى المغرب، وعادة تتفاءل بها الأسر، وتقوم العروس بنقش الحناء وهى فى كامل أناقتها، وترتدى قفطان مخصص لهذه المناسبة، يسمى «قفطان الخريب»، ويصفف شعرها، وتوضع لها مساحيق تجميل بسيطة، وتقوم النقَّاشة برسم الحِناء على يدى وقدمى العروس. ومعروف أن نقش الحِنَّة على الأرجل مخصص فقط للمرأة المتزوجة، وتقوم النقاشة بنقش الحناء على أيدى الفتيات العازبات، وتطلق الزغاريد مع أغان خاصة بهذه المناسبة السعيدة. ويحضر العريس وعائلته ومعهم الهدايا، وهى ملابس جديدة وذهب ومجوهرات وفواكه متنوعة، وتُسمى «الدفوع» كما يطلقون عليها، وأيضا «الشوار» أى جهاز العروس. وفى اليوم الثالث والأخير تُزف العروس إلى عريسها، وتُحضر سيدة تدعى النكَّافة، المسئولة عن لباس وزينة العروس وتنتقى الملابس التقليدية، والقفاطين حسب كل منطقة، ومن الممكن ارتداء أزياء بلاد أخرى مثل الهندى والخليجي. وتقوم «أم العروس» بالإشراف على الطعام، وعادة يكون الزفاف فى قاعة حسب إمكانيات الأسر. وتدخل النكَّافة، أوعدَّة نكَّافات قاعة العرس ويقمن «بالتعشاق» وهو ذكر اسم «النبى صلى الله عليه وسلم» بصوت مرتفع، وتظهر العروس محمولة داخل «العمارية» وينزلونها فى مكان «البرزة» أو الكوشة، وترتدى العروس أكثر من زىِّ، لكن يبقى دائما الزى الأبيض هو الأساسي، وقد يصل عدد ملابس العروس فى حفل العرس إلى عشرة، ولا يقل بحال عن أربعة، وهو يميز المغرب عن غيرها من البلاد. وحفلات الزفاف فى المنطقة الشرقية، مثل مدن «وجدة وفكيك» نجد تقاليدا راسخة، فالعريس يجب أن يكون من نفس العائلة، ..وان اختلف الأمر قليلا الآن، وأصبح الشباب يختارون شركاءهم الآن بلا اجبار، بخلاف ما كان يحدث فى الماضى حيث كان الأهل هم من يقومون بالاختيار دون الرجوع للعروس. ومراسم الزفاف ما زالت تقليدية أكثر من غيرها فى مدن المملكة، فالعروس تُزف إلى بيت الزوجية مغطاة ب «الحايك» وهو زى لا يظهر من المرأة إلا عينيها، وتنتقل إلى بيت الزوجية على حصان، أو على قدميها، ويحيى الحفل شيوخ الطرب البدوي، أو الغرناطي. وينقسم إلى جزءين، الاول يقتصر على الرجال، فى حين تكتفى النساء بمشاهدة الحفل من سطح المنزل، وفى مدينة «فجيج» الأكثر ثراءً و تمسكا بالتقاليد إلى يومنا هذا، تقام حفلات العرس داخل القصور، ويستمر الاحتفال خمسة عشر يوما. وعشية حفل الزفاف، ليلة الحناء، ترتدى العروس وشاحا أحمر على رأسها، ويتوافد أهل العريس إلى منزلها ومعهم الهدايا وفى مقدمتها كبش يذبح فى الوليمة، وفى اليوم الثانى يعقد القران ظهرا، ولا يغالى أهل العروس فى المهر.