"الحنة".. هي الليلة التي تسبق ليلة الزفاف، وتعتبر بروفة لحفل الزفاف، وتختلف كل بلد عن الأخرى في إحياء هذه الليلة المميزة، من حيث العادات والطقوس المستخدمة فيها. من طقوس ليلة الحنة في النوبة.. (الأراجيد)، وهي عبارة عن آلة تشبه الطبلة تصاحب غناء المطربين، فكل الأغاني التي تردد تتم من خلال هذه الآلة بواسطة الضرب باليد، ويحضر العروسان ليلة الحنة معًا ويشاركان بالرقص مع الحضور. أما ليلة الحنة في السودان، فمن عاداتها (عملية الدخان)، وهي عملية تشبه حمام البخار تقوم بها العروس التي تجلس على حفرة الدخان، وهي عبارة عن إيقاد النار ووضع حطب الطلح المعروف برائحته الذكية الطيبة التي تغطي نفسها جيدًا، عليها حيث يعمل الدخان المتصاعد من احتراق حطب الطلح على فتح حمامات البشرة وترطيبها وإكسابها لونا أسمر، وغالبًا ما تلزم العروس منزل أهلها فلا تخرج منه إلا للضرورة القصوى، حفاظًا على جمال بشرتها وزينتها. بينما يعد (بكاء العروسة) من عادات ليلة الحنة في تركيا، حيث تجتمع في هذه الليلة النساء في بيت العروس وبعد برهة من التسلية والترفيه، يبدأن بغناء الأغاني الحزينة ليجبرن العروس على البكاء، يتم إحضار الحناء التي تم تبليلها بالماء في صينية وعليها شمع، وتقوم النساء بالدوران بها حول العروس، ومن ثم توزع هذه الحناء على الحاضرات اللواتي يضعنها على يديها أو رجليها أو شعرها حسب رغبتهن، وقبل عمل الحناء تُوضع نقود معدنية أو ذهب في يد العروس. وعادة ما تقترن الحناء باللون الأحمر، إضافة لفستان العروس الذي يكون أحمر اللون، والتي ترتدي وشاحًا أحمرًا أيضًا فوق ملابسها لتغطية وجهها، حتى يقوم العريس برفع هذا الغطاء عنها في اليوم التالي. وفي الحنة المغربية، يتم تزيين العروس بالحناء من طرف النكافة، وهي السيدة المتخصصة في تزيين الفتاة المقبلة على الزواج وتزيينها وتلبسها الحلى والأزياء التقليدية الجميلة، فتقوم هذه المرأة بنقش أيدي وأرجل العروسة بالحناء بأشكال جميلة، مثل الورود والأشكال الهندسية المثيرة، وفي نفس الوقت، ترمي المدعوات قطع نقدية على صحون الحناء التي تكون عادة بجانب قوالب السكر والبيض، وهي أشياء ترمز إلى البياض ومؤشر على التفاؤل بحياة سعيدة بين الزوجين. أما ليلة الحنة في الإمارات، تجتمع في هذه الليلة أقارب الدرجة الأولى: أم العروس، والعريس، وشقيقات العروس والعريس فقط،، وترتدي فيها العروس ثوبًا أخضرًا مطرزًا بالذهبي، وترتدي مجموعة من الحلي تعرف بالطاسة والمرتعشة والحيول، وتجلس على كرسي أو كنبة يسمى (دوشق) لونه أخضر، وتضع قدميها على وسادة، وتأتي ناقشه الحناء، وتنقش الحناء على كفي العروس باستخدام خوصة نخيل تغمس بالحناء.