استضافت الأهرام أسرة مسلسل «هي ودافنشي» ليلي علوي وحمدي الوزير وهدي الإدريسي ومني حسين والكاتب محمد الحناوي في ندوة حول العمل والنجاح الذي حققه لدي عرضه في الموسم الدرامي الرمضاني، وتميزه بالنص الراقي المحترم والأداء التمثيلي البارع والموسيقي والصورة المبهرة فمن بين 30 عملا دراميا عرضتها الشاشات في شهر رمضان الماضي استطاع «هي ودافنشي» أن يقدم رسالة لإيقاظ وصحوة الضمير والوعي لدي المشاهد الذي ظل متفاعلا معه طوال أيام عرضه ما بين توقعات وتنبؤات وأمنيات ببعض الأحداث التي اهتمت بمحاربة الفساد والشعوذة والجهل والسلبيات في المجتمع، بالإضافة إلي الخط الرومانسي الذي ميز المسلسل عن أعمال كثيرة ببراعة الأداء للفنانة ليلي علوي في مباراة رائعة مع الفنان خالد الصاوي ومجموعة من الفنانين المتميزين. وفي بداية الندوة أجابت الفنانة ليلي علوي علي سؤال حول تفضيلها للعمل علي أعمال أخري عرضت عليها بينما آثرت تجسيد دور كرمة سليم في «هي ودافنشي» ورفضت أعمال أخري فقالت: أعجبتني الشخصية بالتحدي الذي يميزها والصراع الذي يدور بداخلها حول تساؤلات عديدة منها هل ستكمل الطريق لتحصل علي المكاسب المالية والشهرة أم تظل «بني آدمة» سليمة ومتوازنة ولديها ضمير، وتحافظ علي القيم، وقد جذبني أكثر في الدور أنه لمحامية فمهنة المحاماة مهمة جدا، ووجدت أكبر تحد في العمل وفي دوري بالتحديد هو صحوة الضمير، والحفاظ علي القيم. وأضافت ليلي علوي: أعجبني أيضا في شخصية كرمة أنها به تنوع ومتلونة وبها مراحل كثيرة جدا، بالإضافة إلي الخط الرومانسي، كما أنها شخصية غير متوقعة وذات فانتازيا محبوبة. وعن الملامح التي أحاطت بالشخصية حول إصابتها بمرض نفسي قالت: المرض النفسي ليس له علاقة نهائيا بشخصية كرمة سليم، فقد كان مدخلا فقط للتعريف ببعض الضغوط التي أحاطت بها وأثرت في نفسيتها لتتضح الشخصية. وأشارت ليلي علوي إلي حرصها علي تقديمها للدور الرومانسي قائلة: من منا يستطيع أن يعيش بدون رومانسية، وكل الأعمال التي عرضت كان بها مشاعر رومانسية، فالدراما جزء من الحياة والناس تحب ولديها مشاعر، ولا يمكن إغفال الرومانسية. وفي سؤال حول ندرة الأعمال التاريخية والدينية قالت ليلي علوي: هناك أشياء كثيرة في تاريخنا تحتاج إلي تركيز وستفيدنا كثيرا إذا تعرفنا عليها ولكنها تحتاج إلي متفرج يستوعب جيدا، ونحن نحتاج حقيقة إلي أعمال درامية وإعلام يوحد المجتمع، وقد قدمت مسلسل «نابليون» وهو عمل تاريخي جسد تاريخنا الماضي وكنت أروي فيه ما حدث في تاريخنا المعاصر والحديث أيضا. وحول العمل قال المؤلف محمد الحناوي: لم يكن المرض النفسي مقصود به في شخصية كرمة سليم بالمعني الحرفي، ولكنني أردت أن يقع المشاهد في حيرة وأشاد الحناوي بدور ليلي علوي مؤكدا أن هذا الدور بالفعل كان يحتاج فنانة صاحبة قدرة علي التلون في الأداء ولديها قدرات عالية لتظهر بواطن الشخصية، وقد راهنت علي نجاح السيناريو من خلال ليلي علوي والحمد لله تحقق النجاح. وأضاف الحناوي: كان يشغلني القيمة والفكرة والرسالة التي أود توصيلها للمشاهد بدون فلسفة ولذلك حرصت علي أن يكون مستوي لغة الحوار منطقي واللغة سلسة وبها قيمة في المعني ليتفهمها كل شرائح المجتمع، وكانت تسعدني الإشارة بأن المشاهد لو فاته حلقة من الحلقات فستفوته أحداث كثيرة، وهو ما يؤكد أن المسلسل تميز بالحبكة والتصاعد الدرامي الذي أحرص عليه، كما أحرص علي مخاطبة كل الشرائح ، حيث أدقق عند الكتابة في أن أخاطب جميع الشرائح ، وما أذهشني وأعجبني في نفس الوقت أن الأطفال أيضا تعلقوا بالعمل، وهو أمر جديد بالنسبة لي وأسعدني كثيرا، وأشار إلي أن دافنشي ليس شخصية واحدة أو كيانا متسقا ولكنه عدة وجوه وعدة شخصيات وكيانات يراها المتلقي حسبما يريد. وقال الفنان حمدي الوزير: لم أخش من تجسيد دور الشرير في المسلسل وسعادتي كبيرة بالعمل مع الفنانة ليلي علوي التي التقيت بها في أعمال ناجحة من قبل، وثقتي كبيرة في الكاتب محمد الحناوي الذي لم نر منذ الجيل القديم مثله مثقف وباحث وقلق علي أعماله، وهو العمل الثاني لي معه بعد مسلسل «الصعلوك»، وأشعر بردود الفعل الإيجابية التي صاحبت مسلسل «هي ودافنشي» ، وهو ما يؤكد نظريتي الدائمة في أعمالي الفنية بآن الدور في تأثيره وأهميته وليس حجمه وعدد مشاهده، وعن حال الفن حاليا قال: لابد من إعادة الصياغة للأعمال الفنية من أجل المجتمع المصري، فنحن نحتاج ثورة فنية لتوحد الأمة ومن الممكن أن توحدنا الأعمال التاريخية، ولابد من ثورة ثقافية لإحياء قيمنا وتاريخنا. وأشادت الناقدة خيرية البشلاوي بمسلسل «هي ودافنشي « وبعناصره الفنية المختلفة من تصوير وأداء تمثيلي رائع وفريق عمل متميز ولغة بصرية عاليه وتساءلت عن القصور في التناول لأحداث الخمس سنوات الأخيرة فأجاب المؤلف محمد الحناوي قائلا: خضت هذه التجربة من خلال مسلسل «تفاحة ادم « ولكن بشكل غير مباشر ولكن المؤلف يستشعر الخجل قليلا بسبب لغة السوق ولأن الناس تشبعت بجرعة السياسة والمشاهد لا يريد أن يري المزيد من السياسة في الدراما فيأتي الخوف من أن يضاهي الواقع والخوف أيضا من عدم توثيق الحقيقة لان الفترة قريبة والصورة لم تكتمل بعد. وتحدثت أيضا البشلاوي عن غياب المسلسلات التاريخية فأشار الحناوي إلي غياب دور الدولة في صناعة الدراما . كما تحدثت الفنانة مني حسين عن دورها قائلة: لم أفكر كثيرا عندما عرض علي العمل فيكفي أنه تأليف الكاتب محمد الحناوي، وبالفعل أتمني أن أشارك في نص من تأليفه، وقد سعدت بالعمل مع الفنانة ليلي علوي بالإضافة إلي أنه نادرا ما يجد الفنان شخصية ثرية يجسدها وهو ما توافر فى شخصية عنانيات التي جسدتها في «هي ودافنشي». وقالت الفنانة المغربية هدي الإدريسي: تعلمت ولا زلت أتعلم من الدراما المصرية والفنانين المصريين، وقد سعدت بالمشاركة مع الفنانة ليلي علوي في عمل درامي لأنني من عشاقها، وأحب التعلم وأعشق العمل مع المصريين، وقد تربيت علي الدراما المصرية في المغرب وتأثرت بها وكانت أعمال درامية مصرية سببا في مجيئي وحبي لمصر ومنها ليالي الحلمية وأرابيسك والشهد والدموع. كما أشادت الناقدة أنس الوجود رضوان بالمسلسل قائلة: ذكرني دور «دافنشي» بالفنان جورج بهجوري وقد تميز المسلسل بالاختلاف عن كل الأعمال الموجودة علي الساحة في الدراما وفريق العمل ومدير التصوير الذي أبدع في الصورة .