خلال الوقوف دقيقة حدادا على ضحايا هجوم نيس الإرهابى الذى أسفر عن مقتل 84 شخصا وإصابة نحو 200 آخرين، أطلق حشد غاضب صيحات استهجان وسخرية ضد مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسى ووزيرين آخرين كانا يقفان معه فى نفس المكان، وذلك قبل وبعد الدقيقة التى وقفوها حدادا ، مرددين هتافات: «القتلة»و»الاستقالة»، مما دفع الوزراء لمغادرة المكان على الفور. وكانت فرنسا قد وقفت دقيقة صمت فى كل أنحاء البلاد وفى القنصليات والسفارات الفرنسية بالخارج تكريما لأرواح ضحايا اعتداء نيس الذى وقع ليلة الخميس الماضي، وقرعت أجراس الكنائس بعد ظهر أمس فى كل أنحاء البلاد . وفى نيس، اتخذت السلطات الفرنسية إجراءات استثنائية إضافية خلال دقيقة الصمت من أجل ضمان الأمن فى ممشى «بروميناد ديزانجليه» الذى سيغطيه الزهور. ويأتى هذا التكريم الوطنى فى ختام ثلاثة أيام من الحداد الرسمى الذى أعلنه الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند والذى بدأ السبت الماضي. يأتى ذلك فى الوقت الذى ترأس فيه الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند صباح أمس مجلس دفاع خاص لبحث التطورات الأمنية فى البلاد فى الوقت الذى تتعرض فيه الحكومة لانتقادات حول سوء إدارتها للتهديدات الإرهابية. ومن جانبه، أعلن برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسى أن التحقيق «لم يثبت بعد» الروابط بين منفذ اعتداء نيس التونسى محمد لحويج بوهلال و»الشبكات الإرهابية» ولاسيما تنظيم داعش الإرهابى الذى تبنى الهجوم. وصرح كازنوف لإذاعة «آر. تي. إل» بأن أسلوب التنفيذ مستوحى إلى حد كبير من رسائل «داعش»، مضيفا أنه «لا يمكننا استبعاد أن يقوم فرد غير متوازن وعنيف، وهو ما تدل عليه نفسيته، بعد انتقاله إلى التطرف بشكل سريع بتنفيذ مثل هذه الجريمة المروعة». وأشار وزير الداخلية أنه لا يزال ستة أشخاص قيد الحجز الاحتياطى من بينهم ألبانى فى ال38 من عمره يشتبه بأنه زود منفذ الاعتداء بمسدس من عيار 7٫65 أطلق منه النار على شرطيين قبل أن يقتل برصاص قوات الأمن. وأضاف أنه تم نقل ثلاثة من الأشخاص الستة الذين تم استجوابهم إلى مقار هيئات الاستخبارات بالقرب من باريس. وعلى صعيد آخر، كشفت جماعة»مشروع التصدى للتطرف»، المعنية بمراقبة المحتوى المنشور على الإنترنت ،أن موقعى«تويتر» و»فيسبوك» تحركا بسرعة لحذف محتويات نشرها متطرفون، وتمجد من الهجوم الدامى الذى شهدته مدينة نيس الفرنسية. ورصدت الجماعة المراقبة للإنترنت حذف أكثر من 50 تغريدة على تويتر تشيد بالهجمات استخدمت هاشتاج «نيس» بالعربية.