استقبلت بريطانيا أمس رئيسة وزرائها الجديدة تيريزا ماي، وودعت ديفيد كاميرون بعد ست سنوات فى الحكم قاد فيها حزب المحافظين لسلسلة من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكن إرثه السياسى سيظل أنه «الرجل الذى أخرج بريطانيا» من الأتحاد الأوروبي. وتواجه ماى تحديات صعبة وغير مسبوقة على رأس السلطة فى بريطانيا فى مقدمتها قيادة مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبى بشروط تحافظ على مكانة بريطانيا الأقتصادية والسياسية. وماى هى ثانى أمرأة تشغل منصب رئيسة الوزراء فى بريطانيا بعد مارجريت تاتشر قبل 26 عاما. وتسلمت ماى مفاتيح «10 داونينج ستريت» بعدما رأس كاميرون آخر جلسة له فى البرلمان البريطانى بحضور زوجته سامنثا كاميرون وأطفاله الثلاثة وفريق مساعديه. وبدأ كاميرون، كلمته فى البرلمان بالسخرية من نفسه بعدما أصبح بلا عمل، قائلا: «باستثناء لقاء ظهر اليوم مع الملكة.. جدول أعمالى ليس فيه أى شيء يذكر». ثم هنأ كاميرون تيريزا ماى على اختيارها رئيسة للوزراء، معربا عن فخره أن يكون حزب المحافظين هو الحزب الذى أعطى بريطانيا امرأتين فى منصب رئيسة الوزراء، ثم نظر كاميرون إلى مقاعد حزب العمال المعارض، وقال لهم: «2 صفر»، فى إشارة إلى أن حزب «العمال» لم ينتخب فى تاريخه امرأة لتتزعمه. واستقبل أعضاء البرلمان كاميرون بحفاوة، وأثنى عليه حتى زعيم المعارضة جيرمى كوربن رغم برودة العلاقات بينهما. وبعد جلسة البرلمان، عاد كاميرون لمقر رئاسة الوزراء لوداع طاقمه وفريق مساعديه، قبل أن يتوجه إلى قصر باكنجهام، حيث سلم خطاب استقالته للملكة إليزابيث الثانية، وبعده توجهت ماى إلى القصر حيث تسلمت خطاب تكليفها بتشكيل الحكومة الجديدة. أما ماى فبعد تكليفها رسميا بتشكيل الحكومة، فتحدثت عن رؤيتها لبريطانيا وجدول أعمالها وأولوياتها كرئيسة للوزراء، موضحة أن أهم الأولويات هو ضمان حصول بريطانيا على اتفاق جيد للخروج من الأتحاد الأوروبي، وسد الفجوة بين الطبقات ودعم نمو الاقتصاد. وستنشغل ماى فورا باستكمال تشكيل حكومتها الجديدة، ويقول مساعديها إنها تريد تعيين عدد من النساء فى الوزرات الأربع الكبيرة فى الحكومة وهى وزارات الخزانة والخارجية والداخلية، إضافة إلى الوزارة الجديدة التى سيتم استحداثها للإشراف على مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن ترأس ماى أول اجتماع لحكومتها يوم 19 يوليو الحالى، وأول اجتماع فى البرلمان يوم 20 يوليو الحالى. وفى مؤشر على الصعاب البالغة بانتظار ماي، قالت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستورجين إنها تريد «تواصلا سريعا» مع رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، للتأكد من أن أسكتلندا، التى صوت الغالبية فيها لصالح البقاء فى الاتحاد الأوروبي، حاضرة فى مفاوضات الخروج خاصة فيما يتعلق بالبقاء ضمن السوق الأوروبية الموحدة.