قبل أيام كتب الناقد الكبير سمير فريد مقالا مهما بعنوان «2016 أسعد سنوات السنيما المصرية منذ مطلع القرن الجديد»، وحملت كلماته إشادات بحالة التميز والنجاحات التى حققتها السنيما المصرية فى النصف الأول من هذا العام عددا ومن حيث الإيرادات والمشاركات فى مهرجانات. ومع بداية النصف الثانى من العام الذى انطلق بالفعل ليلة عيد الفطر 6 يوليو استمرت نجاحات السنيما، وشهدت بداية جديدة وقوية فتم عرض 6 أفلام وحققت الأفلام إيرادات قياسية لم تحدث من قبل، بل إن فيلم »جحيم فى الهند« حقق أكبر ايرادات فى تاريخ السينما المصرية على مدى يومين متتاليين وكان الايراد الأضخم ثانى أيام العيد وبالتحديد الخميس الماضى فاستطاع الفيلم الذى يقوم ببطولته محمد إمام أن يحقق أكبر إيراد يومى فى تاريخ السينما المصرية منذ نشأتها حيث بلغ 4 ملايين و400 ألف جنيه. أما جملة إيرادات الأفلام ال6 بالكامل حتى أول أمس الأثنين قد بلغت نحو 35 مليون جنيه، وحصد «جحيم فى الهند» نصفها تقريبا. واللافت للنظر أن الايرادات فى موسم عيد الفطر زادت 25% عن السنوات الماضية، وهو أمر يدعوا للتفاؤل ويرجع ذلك إلى جودة الأفلام ورغبة الجمهور فى الخروج للحياة الطبيعية والتعايش فى بهجة بمشاهدة أفلام مبهجة ذات جودة فنية عالية مؤكدا أن جودة الأفلام يمثل أحد الأسباب المهمة وراء الاقبال الجماهيري، ولكن المدقق والمتابع الحقيقى يدرك أن هناك سببا مهما يقف وراء ظاهرة الاقبال الجماهيرى وهو بلا مواربة أو مبالغة ما وصلت له حالة البلاد الآن من الاستقرار الأمنى والسياسى التى أصبحنا عليها، فحالة هياج شياطين الجماعات الإرهابية تكاد تكون قد انتهت بالقضاء عليهم فى الشارع بعد أن لفظهم الشعب المصرى المحب لوطنه والكاره للخونة والجواسيس ودعاة القتل وتشويه الوطن، وأيضا للدور الكبير والوطنى الذى تقوم به قواتنا المسلحة والشرطة فى حماية المنشآت بمواجهة جماعات القتل والإرهاب بضربات استباقية. الناقد السينمائى سمير فريد يرى أن النجاح الأمنى له عامل كبير فى تحقيق الاستقرار النفسى للجمهور ولهذا ذهب جمهور كل فيلم لما يحب مشاهدته من أفلام العيد، وقال: الجمهور خرج وهو فى حالة طمأنينة لأنه لمس حالة الاستقرار الأمنى وكلنا نريد الاستقرار الأمنى بالتأكيد، وأضاف: إذن الظرف الأمنى كان له عامل كبير، كما أن نوعية الأفلام وجودتها أسهمت وشجعت الأسر على حضور العروض، مشيرا إلى أن هذا العام لم تحقق الأفلام الهزيلة أى نجاح مثلما كانت تحقق ايرادات الأعوام الماضية. أما الناقد السينمائى طارق الشناوي: فقال إن انتعاش السينما يعد من المعايير المهمة لمقياس الاستقرار الأمني، لأن المواطن إذا شعر بخطر أو توجس يجلس فى بيته يشاهد التليفزيون، وما حدث هذا الموسم مؤشر ايجابى كبير على حالة الاستقرار الأمني، فالايرادات فعلا كانت كبيرة والجمهور أقبل بسعادة وطمأنينة على مشاهدة الأفلام فى أيام العيد الرسمية. وأشار الشناوى إلى بُعد آخر فى زيادة الإيرادات وهو البُعد الاقتصادي، وقال متسائلا: هل يحمل ذلك انتعاشة موجودة، ربما لأن الجمهور دفع العيدية من أجل الترفيه، ويظل جمهور العيد استثنائيا لأن علاقته بالسينما موسمية فكثير منهم يذهب مرة أو مريتن فى العام وعموما هذا جيد بأن يظل دخول السينما واحدا من »خروجات« العيد سعيا للترفيه والبهجة وهو ما تحقق فى الأفلام التى حققت الايرادات الأعلي.