من أغرب الاكتشافات الطبية الحديثة أن لعق الحيوانات الأليفة يسبب تعفن الدم «تسمم الدم»، وقد يؤدى إلى وفاة أصحابها. فلقد كشفت جريدة «الديلى ميل» البريطانية قصة تعرض سيدة بريطانية لحالة تسمم شديدة بالدم، وكانت على وشك مفارقة الحياة بسبب لعق كلبها الأليف وجهها، إذ سرعان ماعانت هذه السيدة البريطانية ذات السبعين عاما فقدانا للوعى ثم دخلت فى غيبوية وتم فحصها بواسطة الطبيب المعالج لها، تأكد أنها حالة تسمم شديدة فى الدم لكن الأمر مثير ومدهش فمن المتعارف عليه طبيا أن الانسان لا يصاب بتسمم الدم بمجرد الاختلاط الظاهرى بالحيوان الأليف، لعدة أسباب على رأسها أن الحيوان الأليف يحصل على التطعيمات الخاصة به، بالاضافة الى المتابعة الدورية بيطريا والتى تتأكد من خلوه من الأمراض والأوبئة، ولا يمكن ان تحدث الاصابة الا إذا كان تم لمس الحيوان لجرح نازف أو نافذ ولكن كيف تعرضت هذه السيدة لهذا النوع وهذه الدرجة الشديدة من التسمم الدموى، لقد أكدت الأبحاث أن أفواه الكلاب والقطط قد تحتوى على البكتيريا «السخامية» وعندما تخرج من فمها وتترسب على السطح الحى سرعان ماتمتص عن طريق الجلد وتتحور وتتعفن وتؤدى الى درجة بالغة من الحمى والتسمم بالدم وأحيانا تؤدى لفشل كلوى وبالأغلب تتسبب فى وفاة صاحبها وتحدث هذه الحالة بسبب إفراز نظام المناعة فى الجسم مواد كيميائية لمحاربة العدوى البكتيرية. ودعا واضعو التقرير الذى نشر فى المجلة الطبية البريطانية «BMJ» الأطباء الى الاهتمام بالأمراض التى تنقل من الحيوانات الأليفة وقالوا : «أن هذا التقرير يسلط الضوء على ان الاصابة بتعفن الدم يمكن ان تحدث دون وقوع إصابات جراء الخدوش أو العض» كما أشاروا إلى أنه يمكن أن تؤثر العدوى على المرضى فى أى سن ولكن على الأرجح فإنها تحدث فى الأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن، وربما يرجع ذلك الى الخلل المناعى المرتبط بالعمر. إنه من الممتع أن نمتلك حيوانات أليفة فى منازلنا مثل الكلاب والقطط ولكن المخاطر التى يمكن أن نتعرض لها من مخالطتها تحتم علينا أن نبقى شديدى الحرص فى أثناء التعامل معها. د. عوض حنا سعد الاسكندرية