لقد حان الوقت لأن تتولى امرأة منصب الأمين العام للأمم المتحدة. تلك هى الفكرة الأساسية لحملة «امرأة لمنصب أمين عام الأممالمتحدة»، والتى انطلقت العام الماضى لتشجيع المرشحات لهذا المنصب واللاتى يبلغ عددهن حتى الآن إحدى عشرة مرشحة. وتقول السياسية جين كراسنو، رئيسة الحملة، إن الحملة نجحت خلال فترة بسيطة فى الحصول على تأييد أكثر من ستة آلاف مؤيد حول العالم وتضم الحملة خبراء فى منظومة الأممالمتحدة وعددا من السيدات اللاتى عملن فى تلك المنظمة من قبل . وأضافت كراسنو فى حوار ل «الأهرام» أن العالم مستعد لقبول فكرة تولى هذا المنصب بعد أن نجحت المرشحات فى مناصبهن التى تراوحت بين رئاسة دولة أو رئاسة حكومة أو وزراء خارجية ودفاع وقادة منظمات دولية. وفيما يلى نص الحوار: ماهى فكرة حملة «امرأة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة» ؟ نشأت الفكرة وراء حملة « امرأة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة» بعد أن تقلد هذا المنصب على مدى السبعين عاما الماضية رجال ولم يحدث أبدا أن تولت هذا المنصب سيدة، فاجتمعت مجموعة من السيدات ممن عملن بالأممالمتحدة وممن لديهن الخبرة فى مجال الأممالمتحدة فى فبراير من عام 2015 وقررن أنه حان الوقت لان تقوم امرأة بهذه المهمة ومن ثم كان لابد من البدء لهذه الحملة. ونحن لسنا منظمة لها أعضاء ولكن لدينا حتى الآن ستة آلاف مؤيد ومتابع من خلال موقعنا على شبكة الإنترنت وصفحتنا على الفيسبوك وتويتر. ولدينا مجموعة لتنظيم وتخطيط الحملة مكونة من تسع سيدات الى جانب المستشارين، كما نرحب بكل من النساء والرجال لتأييد حملتنا لتتولى امرأة قيادة هذه المنظمة الدولية. وما السبب وراء اقتناع من انضموا لحملتكم بأن الأمين العام القادم للأمم المتحدة لابد وأن تكون امرأة؟ نحن مقتنعون بشدة أن تاسع أمين عام للأمم المتحدة لابد وأن تكون امرأة،ففى عام 2000 مرر مجلس الأمن القرار رقم 1325 والذى يلزم الأممالمتحدة بتطبيق التمكين السياسى للمرأة، ولكن فيما يتعلق بالتعيينات فى المناصب الكبرى داخل الأممالمتحدة لم يتم تحقيق المساواة بين الجنسين، فمن بين 166 وظيفة فى هذا المستوى من المناصب يوجد نحو 37 امرأة فقط. لذا فنحن نعتقد أنه بعد ثمانية رجال تقلدوا منصب الأمين العام للأمم المتحدة، نحن بحاجة لامرأة فالمرأة بحاجة لأن يكون لها صوت مسموع على مستوى العالم. ومع وجود 65 مليون لاجيء وضحايا للفيضانات والزلازل والحروب، تتحمل المرأة العبء الأكبر لكل تلك الكوارث، فهى تهرب مع أبنائها، مع أسرها، مع والديها من هول تلك الكوارث، ومع هذا فصوتها ليس مسموعا. وفى حالة تولى امرأة لهذا المنصب، ستتحول المرأة لأيقونة لكل السيدات لحثهن على تولى القيادة وإتخاذ القرارات. ولا يمكن أن يستمر الجدال حول وجود عدد كاف من السيدات ممن يمكنهن تولى مثل هذا المنصب، لذا فقد قمنا بإعداد ملفات عن سيدات متميزات، منهن رئيسات لبلادهن و رؤساء للوزراء و وزراء خارجية و وزراء دفاع و قادة لمنظمات دولية، وذلك لإثبات أن هناك الكثير من النساء تقلدن بالفعل مناصب قيادية كبيرة تمكنهن من تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة. هل تختلف مؤهلات من يشغل هذا المنصب اذا كان رجلا أو امرأة؟ المرأة التى تشغل منصب أمين عام الأممالمتحدة يمكنها أن تقوم بكل ما يؤديه الرجل فى هذا المنصب، ومع ذلك فنحن مقتنعون أن المرأة ستزيد من الوعى بالقضايا الخاصة بالمرأة وستبذل مزيدا من الجهد من أجل تحقيق تمكين المرأة. ونحن جميعا نتساءل كيف يمكن تجاهل نصف من يعيشون فى كل منطقة حول العالم وهى المرأة؟!! كم عدد المرشحات للمنصب، وأيهن أوفر حظا من حيث التأييد لترشحها؟ حتى الآن تقدمت إحدى عشر سيدة للترشح للمنصب، والمتوقع أن يرتفع عددهن. وأشارت إلى أن مجلس الأمن سيقوم باختيار المرشح للمنصب بعدها ينتقل الأمر للجمعية العامة للتصديق والموافقة على هذا المرشح. وعلى كل مرشح الحصول على تسعة أصوات من الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن وضمان عدم إستخدام الدول الخمس التى لها حق استخدام الفيتو ضده. هى عملية سياسية بحتة تخضع للعديد من الإعتبارات ليس كل مرشح قادرا عليها. هل ترين أن العالم مستعد الآن لقبول سيدة تتولى هذا المنصب؟ نعم، نحن مؤمنون بأن العالم على أتم إستعداد لذلك، فالعديد من النساء تولين بالفعل مناصب رفيعة فى منظمات دولية أخري. بالطبع يوجد اليعض ممن لا يتقبلون الفكرة، ولكن من خلال جلسات الاستماع داخل الأممالمتحدة والتى قامت المرشحات بها، سنحت لهن الفرصة لان يتم الاستماع لهن ورأين قدرتهن على الأداء وقبول الدول ال 193 الأعضاء فى الأممالمتحدة. ولمسنا وجود إحترام لكل المرشحات بعد ان استمع ورأى العالم بأكمله كيف أنهن مؤهلات. وهناك مجموعة من الدول الأعضاء اجتمعن كمجموعة أصدقاء واتفقت على دعم المرشحات ويبلغ عدد تلك الدول نحو 56 دولة وهى أول يحدث مثل هذا التأييد لتولى امرأة هذا المنصب وهو دليل على التغيير. ماهو تقييمك لدور الأممالمتحدة حاليا مع توجيه الإنتقادات بضعف هذا الدور دوليا؟ لقد أعربت الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة عن رغبتها فى أن يتولى هذا المنصب قائد قوي. وفى حقيقة الأمر، فقد طالبت الجمعية العامة بالأممالمتحدة بأن يتم إشراكها فى عملية إتخاذ القرار فى إختيار الأمين العام للأمم المتحدة لرغبة الجمعية العامة فى اختيار من هو قوى ليصبح رمزا لمدة القوة التى تتمتع بها الأممالمتحدة ككيان دولي. تمثل الأممالمتحدة لب السياسة الخارجية الدولية، لذا فكل الدول بحاجة لوجود شرعية لهذا الكيان وهناك حاجة لان يتولى مسئولية هذا الكيان شخص ديناميكي. هل توقعت حجم التأييد لحملة «امراة لمنصب الأمين العام»؟ لقد تملكتنا الدهشة والفرحة من حجم التأييد الذى نالته الحملة بصورة سريعة، ونحن مقتنعون بأن الإنتباه الى نجاحنا فى جذبه يرجع لأن الوقت مناسب جدا لوجود سيدة فى هذا المنصب. هل تختلف أولويات من يتولى المنصب فى حالة كونها امرأة؟ لابد على من تتولى منصب أمين عام الأممالمتحدة أن تستعد لأن تكون شديدة الدقة عن أى رجل يتولى المنصب، وأعتقد أن وجود إمرأة فى هذا المنصب سيضع عملية تمكين المرأة ضمن الأولويات كما سيدعم الصلة بين تمكين المرأة ودورها فى تحقيق التنمية الإقتصادية. نحن لا نملك رفاهية أن نمنع نصف حجم السكان دوليا ( أى المرأة) من المشاركة فى تحقيق التنمية الإقتصادية والمشاركة فى إتخاذ القرار. ولهذا فمن تتولى المنصب ستجعل أيضا أهداف التنمية المستدامة أولوية قصوي. ماذا يتوقع العالم من الأمين العام المقبل سواء كان رجلا أو امرأة؟ يتوقع العالم من الأمين العام المقبل للأمم المتحدة أن يكون قائدا قويا يتمتع بالقدرة على التواصل بصورة واسعة فيما يتعلق بعمل الأممالمتحدة مثل دفع السلام والأمن وتحقيق النمو الإقتصادى والإستقرار.