منذ أكثر من 60 عاما ومرمى النادى الأهلى لا يحرسه سوء العظماء وأصحاب الموهبة والقادرين بالفعل على حماية شباكه من منافسيه، وربما أن أحد أسرار قوة الأهلى وعظمة فريقه فى قوة حراس مرماه والذى يمثل أى منهم نصف الفريق «بلغة الكرة»، ولكن وصراحة ومنذ رحيل عصام الحضرى عن القلعة الحمراء، لم يستطع أحد من حراسه ملء هذا الفراغ أو استغلال قوة الفريق وأن يقدم نفسه كإحدى هذه القوى على مدى التاريخ، بداية من أمير عبد الحميد وأحمد عادل المنعم ومحمود أبوالسعود ورمزى صالح ومسعد عوض وأخيراً شريف إكرامي، والأخير هو سبب كتابة هذه السطور وإلقاء نظرة تاريخية على حراس القلعة الحمراء، بعد أن ظهر بمستوى ضعيف خلال موسم كان صعبا على الأهلى ولكنه نجح رغم ذلك فى استعادة لقب الدورى بفضل قوة لاعبيه وليس مهارة حارسه، وهو نفس السبب الذى جعل الفريق يقدم أسوأ بداية لمرحلة دورى المجموعات الأفريقى منذ ما يقرب من ال14 عاماً. البعض يتحدث عن أن مستوى شريف إكرامى وهبوطه الواضح والأخطاء القاتلة والساذجة، هى سبب المشكلة والتى أثرت على الفريق بشكل واضح وحرمته من عدد ليس بقليل من النقاط على مدى الموسم، ولكن لو نظرنا إلى هذه المعادلة بنظرة معكوسة سنجد أن مشكلة حراسة مرمى الأهلى ليست فى شريف إكرامى وحده، بل أن أساس هذا المشكلة هما أحمد عادل عبدالمنعم ومسعد عوض الحارسان البديلان، اللذان تحولا إلى مجرد موظفين فى الأهلى يحضران تدريبات ويخوضان معسكرات ثم الجلوس على دكة البدلاء وفى النهاية لا مشاركة، فالطموح لديهما مقتول ولا يسعيان للتطور، وأصبح أقصى طموح لكليهما هو الجلوس على دكه بدلاء الأهلي، بدليل أن أحدا منهما لم يستغل فرصة هبوط مستوى إكرامى الملحوظ ورغم ذلك يتم الاعتماد عليه بسبب أن البدلاء بلا طموح ولا رغبة فى اللعب، وهذا منح شريف إكرامى شعورا بالطمأنينة وأنه سيلعب أساسياً مهما بلغت حجم أخطائه أو سقطاته وحتى لو كلف فريقه الخروج من بطولة بحجم دورى أبطال أفريقيا وضياع فرصة المشاركة فى كأس العالم للأندية. وإذا كان طموح عبد المنعم وعوض قد انحصر فى الدكة فإنه بلا شك يعتبر طارق سليمان مدرب الحراس مسئولا بشكل مباشر عن تعزيز هذا الشعور لأن مهمة المدرب انحصرت فى تجهيز إكرامى وتناسى إعداد الحارسين الثانى والثالث، على الأقل لرفع كفاءة الحارس الأول من منطلق الضغط عليه لإفراز أفضل ما لديه. ونعود لسر عظمة حراسة مرمى النادى الأهلى من زمن بعيد والذى شهد أسماء تهتز لها الملاعب، بحجم مصطفى كامل منصور، عبد الجليل، عادل هيكل، مروان، عصام عبد المنعم، اكرامي، ثابت البطل، احمد ناجي، شوبير، نادر السيد وعصام الحضري. وكانت كل حقبة بها اثنان من الحراس الكبار، لذلك فكان كل حارس يكاد يأكل نجيلة الملعب فى التدريبات والمباريات ليحافظ على مكانه والمهدد أساساً من زميله الحارس الثاني، وكله فى مصلحة الأهلى والفريق، فكان الحضرى وقت ذروة تألقه يجلس له نادر السيد أحد أعظم حراس الكرة المصرية والذى تعاقدت معه إدارة الأهلى للضغط على الحضرى وتحفيزه بعد أن لاحظت هبوط مستواه، وهذا هو ذكاء الإدارة، وكان شوبير يلعب والحضرى على دكة البدلاء، وثابت البطل وإكرامى يتبادلان الحراسة، وعادل هيكل وعصام عبد المنعم فى منافسة شرسة ومعهم مروان، وكانت المنافسة موجودة وحقيقية لأن كل حارس أفضل من الأخر، ولكن الآن شريف إكرامى بلا بديل حقيقى فهو يشعر بالراحة والسكينة حتى لو كان سيئا، ولكن ماذا لو كان مع إكرامى حارس بحجم أحمد الشناوى أو جنش حارسى الزمالك، أو على لطفى حارس إنبى أو محمد الشناوى حارس بتروجت وأمثلة أخرى كثيرة، أعتقد أن الأمر كان سيتغير وسيكون تركيز إكرامى أكبر للحفاظ على مكانه أو محاولة الدخول فى التشكيل الأساسي. وللحق فإن إكرامى ليس حارسا سيئا ولكنه يمر بمرحلة غريبة كان يحتاج فيها لمدرب أكثر خبرة، وإدارة تعى هذا الأمر وتضع له محفزات للوصول إلى أفضل حالة، عن طريق التعاقد مع حراس على مستوى عال للضغط والمنافسة فيما بينهم.