إن حسن الجوار من القيم الأساسية فى الأخلاق الإسلامية، وحقوق الجار حددها النبي، صلى الله عليه وسلم ، حين قال: «أَتَدْرُونَ مَا حَقُّ الْجَارِ؟ إِنِ اسْتَقْرَضَكَ أَقْرَضْتَهُ، وَإِنِ اسْتَعَانَ بِكَ أَعَنْتَهُ، وَإِنِ مَرِضَ عُدْتَهُ، وَإِنِ افْتَقَرَ عُدْتَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ هَنَّأْتَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ عَزَّيْتَهُ، وَإِنْ مَاتَ اتَّبَعْتَ جَنَازَتَهُ، وَإِنِ احْتَاجَ أعطيتَه، وَلا تَسْتَطِلْ عَلَيْهِ بِالْبِنَاءِ، فَتَحْجُبَ عَنْهُ الرِّيحَ إِلا بِإِذْنِهِ»، فالنبى - صلى الله عليه وسلم - يأمر المسلم أن يستأذن من جاره إذا كان يريد أن يرفع بناء بينه وبين جاره، لأنه سيحجب عنه الهواء، فإن أذن له بني، وإلَّا فهذا حق الجار فى أن يرفع البناء أو لا يرفع البناء، ثم قال صلى الله عليه وسلم:»وَلا تُؤْذِهِ بِريحِ قِدْرِكَ إِلا أَنْ تَغْرِفَ لَهُ مِنْهَا، لأن جارك قد يكون جائعًا هو وأولاده فتؤذيه رائحة هذا الطعام؛ إلا إذا كنت بعد أن تنتهى من صنع هذا الطعام تعطيه جزءا من هذا الطعام، ثم يكمل - صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكِهَةً فَأَهْدِه مِنْهَا، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَأَدْخِلْهَا سِرًّا» أي: إذا دخلت بيتك بفاكهة، فأهده منها، وإذا لم تستطع فأدخلها سِرًّا حتى لا يراك أولاده، ثم: «وَلا تُخْرِجْ بِهَا وَلَدُكَ لِيَغِيظَ بِهِ وَلَدَهُ». والنبي، صلى الله عليه وسلم، نفى الإيمان عمن يؤذى جاره، وقد أقسم على ذلك؛ فقال: «وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهُ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيل: وَمَن يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: جَارٌ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»، والبوائق: هى الشرور والمتاعب التى مثَّلنا بها الآن بهذه الأمور، فلا تظن المرأة أو الجارة، أنها حين تُغلِق الباب بقوة فى وجه جارتِها، أن هذا أمر مسموح به فى الإسلام، فالنبى - صلى الله عليه وسلم - نفى الإيمان الكامل عمن يفعل ذلك، ولذا فنحن فى أمس الحاجة إلى حسن الجوار فى عالمنا المعاصر.