لا نختلف على اننا نعيش أزمات عديدة، تتوالى يوما بعد يوم وتتجسد بشكل وصور مفزعة، بل وتتأزم كأننا تحولنا إلى مصنع منتج لصناعة الأزمات اليومية، بل مجتمع يحارب أو يصارع نفسه، دون أسباب محددة واضحة لهذا السلوك العدوانى، والذى يندرج تحت أزمة الأخلاق التى نعيشها منذ سنوات، وبدأت تنفجر فأخرجت العديد من الأمراض النفسية التى أصابت جسد المجتمع، فلم يعد قادرا على التحمل أو الوقوف على قدميه. لا يمكن أن يكون الهدف من الثورتين أن نصل بأفكارنا إلى ما نحن عليه من تخريب فى بنيان المجتمع، وإذا فكر أعداؤنا فى مصايب يصنعونها فلن ينجحوا بهذا النجاح المتميز، والذى نتقن فيه كل أثم، وفى الوقت نفسه نفشل فشلا ذريعا فى إصلاح أى قطاع إنتاجى أو خدمى بهذا التميز أيضا، كأننا مغرمون وباتقان فى البحث عن أساليب الشر والدمار. هل يعقل أو يتفهم هذا الإصرار والعند فى تسريب امتحانات الثانوية العامة، أو حالة الجشع والكسب الحرام عند التجار والارتفاع المستمر للسلع، وفنون الاتجار فى العملة واستخدام كروت الائتمان بهذه الطرق خارج البلاد، والتسبب فى هز البنوك والاستيلاء على 3 مليارات دولار، والتفنن فى ضرب السياحة بنشر فيلم على الفيس بوك لأسماك القرش تهاجم الشواطئ، وعدد المسلسلات الرمضانية الهابطة فكرا ورؤية وفنا لتتصدر المشهد داخل البيوت. نحن بأيدينا نصنع ونصدر الأزمات، والأعداء يشاهدون ويتعجبون ولا يصدقون، أن هؤلاء من نفس أفراد هذا الشعب العظيم الذى قام بثورتين. [email protected] لمزيد من مقالات محمد حبيب