عاشت جماهير إيطاليا ليلة حزينة بعد الخروج امام منتخب ألمانيا فى دور الثمانية لكأس الامم الاوروبية لكرة القدم المقامة حاليا فى فرنسا.. لتتزايد احزان الطليان بعد الحادث الارهابى الذى اودى بحياة تسعة ايطاليين فى بنجلاديش الجمعة الماضي. الجماهير الايطالية تفاعلت حول الشاشات التى ملأت الميادين كما لو أنها فى الاستاد وأخذت تنادى على الحارس جيانلويجى بوفون، وتقول له جى جى أثناء ركلات الجزاء الترجيحية، ولكن جوناس هيكتور نجح فى تنفيذ ركلة الجزاء الأخيرة ليصعد بالمنتخب الألمانى إلى المربع الذهبى ليورو 2016. من ناحية اخرى دافع يواخيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألمانى عن الخطة الفنية التى انتهجها أمام إيطاليا بعدما دفع بثلاثة مدافعين للمرة الأولى فى يورو 2016.. حيث ندرت فرص منتخب ألمانيا على مرمى جيانلويجى بوفون، قبل أن يحسم الفريق الفوز عبر ضربات الجزاء الترجيحية، مما جعل لوف يتعرض للانتقادات عبر التليفزيون الألمانى بواسطة اللاعب السابق محمد شول الذى تحول لناقد رياضي. وقال شول، إن منتخب ألمانيا خسر فى البطولات الكبرى فى الماضي، فى يورو 2008 ومونديال 2010 أمام إسبانيا وفى يورو 2012 أمام إيطاليا، بعدما غير لوف، طريقة لعبه لكى تتناسب مع الخصم. وأوضح اللاعب الدولى السابق شول الذى يعمل كملق رياضى بمحطة «ايه.ار.دي» التليفزيونية: «فى مونديال 2014 وضع لوف ثقته بالفريق ولعب بنفس التشكيل منذ دور الثمانية، هذه هى طريقة الفوز بالألقاب». وفى المباراة أمام إيطاليا قرر لوف استبعاد لاعب الوسط المهاجم جوليان دراكسلر الذى كان رجل المباراة الأول خلال الفوز على سلوفاكيا 3/صفر فى دور الستة عشر، كما قررا لوف التحول عن طريقة لعب المعتادة له «4 2/ 1/3». تغيير طريقة اللعب منح ألمانيا قدرا أكبر من الاستحواذ لكن مع عدد محدود من فرص التسجيل، حيث انتهى الوقتان الأصلى والاضافى بالتعادل 1 1/ قبل أن تحسم ألمانيا الفوز بركلات الجزاء بنتيجة 6 -5. وأكد لوف، أن أول انطباع له عقب رؤية إيطاليا تطيح بأسبانيا من دور الستة عشر، هو أن عليه أن يغير من طريقة لعبه. وأوضح لوف: «كان من الضرورى تغيير طريقة لعب الفريق بعض الشيء، منتخب إيطاليا يختلف عن سلوفاكيا». وأضاف: «هم يعتمدون على وجود لاعبين فى مركز الجناح وبمهاجمين صريحين، اللعب بأربعة فى مواجهة أربعة فى خط الوسط خطير جدا، إذ إن تحركاتهم التلقائية رائعة لكن من السهل توقع طريقة لعبهم، لذا توجب علينا أن نغلق أمامهم كل المساحات». وأشار لوف: «كان من الواضح بعد كأس العالم أن علينا أن نغير طريقة لعبنا بعض الشيء وإلا فإن الفرق المنافسة ستكون على علم مسبق بما سنفعله، لقد تدربنا على اللعب بثلاثة مدافعين خلال المعسكر التدريبى ولعبنا بنفس الطريقة عندما فزنا على إيطاليا وديا فى مارس الماضي، لذا فإن الامر ليس بالجديد». ولم يتضح بعد ما إذا كان لوف سيغير من طريقة لعبه مجددا فى مباراة المربع الذهبى والتى سيلتقى خلالها مع الفائز من مواجهة فرنسا وايسلندا. ويعانى منتخب ألمانيا من عدة إصابات فى صفوفه، إذ خرج سامى خضيرة نجم خط وسط المانشافت من الملعب بعد 15 دقيقة فقط من بداية مباراة الأمس بسبب الإصابة فى الفخذ. ولم يكن خضيرة، هو الوحيد الذى عانى من الإصابة فى المباراة حيث استبدل زميله المهاجم ماريو جوميز أيضا قبل نهاية الوقت الأصلى للمباراة حيث يعانى أيضا من إصابة عضلية. وفيما يتمنى لوف، تعافى جوميز، وربما خضيرة، أيضا قبل مباراة المربع الذهبى يوم الخميس المقبل فى مارسيليا، سيكون على لوف أن يجرى تغييرا مؤكدا فى خط دفاع الفريق بسبب إيقاف ماتس هوملز للإنذارات. على جانب اخر حصد مانويل نوير، حارس مرمى منتخب ألمانيا جائزة أفضل لاعب فى مباراة بلاده أمام منتخب إيطاليا،. وتألق حارس الماكينات خلال الوقت الأصلى للمباراة والذى كاد ينتهى بفوز فريقه بهدف دون رد، لولا خطأ زميله بواتينج والذى منح إيطاليا ركلة جزاء جاء منها هدف التعادل. لكن رغم ذلك واصل نوير تألقه فى الأشواط الإضافية قبل أن يلعب دورا حاسما فى ركلات الترجيح التى انتهت بفوز فريقه بنتيجة 6-5. وفى هذا الصدد قال نوير: »لم أجرب من قبل ركلات ترجيح مثل التى جربتها فى هذه المباراة، أعتقد أن غالبية لاعبى إيطاليا كانوا يستهدفون التسديد فى وسط المرمي». وأضاف: «لم نكن محظوظين عندما أدركت ايطاليا التعادل فى الوقت الأصلي، لكن فى النهاية تأهلنا لنصف النهائى وأعتقد أننا نستحق ذلك عن جدارة». وسيلعب منتخب ألمانيا مع الفائز من مباراة فرنسا وأيسلندا فى لقاء نصف النهائى للبطولة. كونتى : ألمانيا أظهرت الكثير من الإحترام لفريقى اما مدرب ايطاليا انطونيو كونتى فقال "اعتقد ان المانيا اظهرت الكثير من الاحترام تجاه فريقنا وخير دليل على ذلك انه قام بتغيير اسلوب لعبه لمواجهتنا". واضاف "كانت المباراة صعبة وشاقة من جميع النواحي. لقد اظهر افراد فريقى تصميما كبيرا كما فعلوا طوال البطولة. كنا نحلم ببلوغ الدور نصف النهائى والذهاب ابعد من ذلك لكننا كنا ندرك ايضا بأننا قد نعيش هذه الخيبة". وتابع "لقد امضيت وقتا رائعا مع المنتخب الايطالى وبرفقة لاعبين رائعين، لقد خلقنا شيئا رائعا، عائلة حقيقية لكن للاسف المغامرة تتوقف الان". بوفون .. الخروج مرفوع الرأس رغم خروج المنتخب الايطالى من ربع نهائى كأس أمم أوروبا بركلات الترجيح امام المنتخب الالمانى اصبح الحارس الدولى جانلويجى بوفون هو اكثر اللاعبين مشاركة مع منتخب «الازوري»، حيث شارك بوفون فى 153مباراة دولية مع المنتخب حصل من خلالهم على كأس العالم عام 2006 وكأس اوروبا عام 2000 والميدالية الفضية فى امم اوروبا2012 والميدالية البرونزية فى كاس القارات 2013 وتمكن الحارس المخضرم صاحب ال38 عاما من صد 4 ركلات ترجيحية خلال مواجهة ابطال العالم. كما انه حقق رقما قياسيا جديدا بعد ان عادل بوفون رقم كاسياس الحارس الاسبانى العملاق بخوض المباراة رقم 31 له فى البطولات الكبرى (يورو ومونديال)، والذى يزخر متحفه الشخصى بعديد من الألقاب الفردية الجماعية مع النادى والمنتخب، لن يكون بمقدوره إضافة الكأس القارية على سجلاته، لكنه سيكون منافساً أبدياً على لقب الحارس الأفضل فى تاريخ اللعبة.. .. ولوف: المباراة كانت دراماتيكية واعتبر مدرب منتخب المانيا يواكيم لوف بان احداث مباراة فريقه مع ايطاليا والتى حسمها بركلات الترجيح 6-5 بعد انتهاء الوقتين الاصلى والاضافى جاءت دراماتيكية. وقال "كانت مباراة دراماتكية لم اشهد مثلها فى السابق. اضاعة 7 ركلات ترجيحية من اصل 18 زاد من الشد العصبى والتوتر والاثارة. لقد نجح الشباب فى ترجمة محاولاتهم واضاع المخضرمون" فى اشارة الى محاولات توماس مولر ومسعود اوزيل وتونى كروس الفاشلة. واضاف "قمنا بتغيير طريقة لعبنا لان المنتخب الايطالى يعتمد على الاطراف فى عملية الاختراق وبالتالى فضلنا مواجهته بثلاثة مدافعين وخمسة لاعبين فى خط الوسط لقطع الامداد على رأس الحربة". وعن الاصابات التى تعرض لها لاعب الوسط سامى خضيرة والمهاجم ماريو جوميز قال "من الصعب على خضيرة اللحاق بالمباراة فى نصف النهائى فى حين يتعين علينا الانتظار بالنسبة الى جوميز". يذكر ان المانيا ستفتقد جهود قلب دفاعها ماتس هوملز بعد حصوله على بطاقة صفراء ثانية فى البطولة.